سطام أحمد الجاراللهعندما يقول وزير المالية: "إنَّ ارتفاع سعر برميل النفط إلى 70 دولاراً يُؤمِّن الرواتب"، فهذا ليس تصريحاً عادياً، بل دليلٌ فاضحٌ على غياب الرؤية وعدم التخطيط الحقيقي للمستقبل المالي والاقتصادي، بل هو إشارة سلبية كبيرة، خصوصاً أنَّ هذا التصريح تضمن، أيضاً، القول: "إنَّ وصول سعر البرميل إلى 90 دولاراً لن يؤدي إلى سد العجز"، ما يعني أن الحكومة الحالية تنظر بين قدميها، وليست لديها أيُّ قدرة لإيجاد الحل على الخروج من الأزمة.لا شكَّ أنَّ المشكلات السياسية التي تواجهها البلاد حالياً، جرّاء الصراع المُستمر بين مجلس الأمة والحكومة لا تدلُّ على إحساس بالمسؤولية الوطنية، بل تعني أن النواب والوزراء تركوا على هموم الناس وتفرَّغوا لحلِّ مشكلاتهم الشخصية التي يُمكن تأجيلها إلى ما شاء الله، لكن تفرغ الجميع لخوض المعارك الجانبية، فهذا لا يعني إلا أمراً واحداً، وهو أن الخيارات الشعبية نيابياً كانت في غير محلها، وأن النواب لم يأتوا من أجل تحمل المسؤولية الوطنية وتأدية دورهم التشريعي الصحيح، إنما يسعون إلى تحقيق مجد شخصي لا أكثر، ومن يعمل من أجل هذا الأمر لا يمكن التعويل عليه.في المقابل، فإن الحكومة لم تعمل على توضيح الصورة الحقيقية للنواب والناس لطبيعة الأزمة، ولا هي أيضاً عملت على التخطيط السليم، أو أدت دورها الحقيقي كسلطة تنفيذية تدير البلاد، وتضع الحلول الاستباقية لأي مشكلات متوقعة، لذلك وقعت في التخبط.التحدي كبيرٌ جداً، وإذا لم يُبادر الجميع إلى استدراك الأمر والعمل للخروج من نفق الأزمة فإن كل ما يجري اليوم من صراعات هو أشبه بمن يتعمد خرق السفينة في بحر هائج، ولا يرى الا مصلحته الشخصية، وعلينا أن نتصور أن حكومة لم تنل الثقة بعد تواجه أكثر من استجواب، ومجلس أمة لم يمارس دوره التشريعي بشكل صحيح تفرغ منذ بدء الفصل التشريعي الجديد لفرض شروط لا ترتقي الى مستوى التهديد الذي يواجه الكويت، ألا يعني هذا ضياعاً وطيشاً؟ بل هو أقرب إلى لعب أولاد في سكيك، لذلك نقول: اتقوا الله بالكويت والعباد.
[email protected]