كل الآراء
الحَاجَةُ إلى التَّقْدير
الاثنين 22 يونيو 2020
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوييدل "التقدير" في سياق هذه المقالة على إظهار الامتنان لشخص على أقواله أو أفعاله الحسنة، ولا سيما الاشادة بتلك الامور والسلوكيات والتصرفات الايجابية التي تزيد المنفعة العامة، ويستوجب التقدير كذلك في سياقات حياتية مختلفة، وهي تتمحور حول حاجة الانسان عامة إلى الشعور بالتقدير من قبل أقرانه أو أقربائه أو من قبل المجتمع عامة، بسبب إيفائه بمسؤوليات أو بواجبات أخلاقية يتفق على أهميتها وايجابيتها الأغلبية في المجتمع، وتنبع أهمية الحاجة للشعور بالتقدير من سلّم الحاجات الطبيعية للشخصية الانسانية، ولا سيما تلك التي تساهم في تحقيق الذات، والشعور المعتدل بالثقة بالنفس، ومن بعض الادلة التي تكشف أهمية التقدير في الحياة ما يلي:-الحاجة إلى الشعور بالتقدير من قبل الآخرين صفة إنسانية فطرية، ولا سيما عند الاشخاص الاسوياء.-لا يوجد سلوك أو تصرف إنساني بلا هدف، بل إنّ الايثار "تفضيل خير الآخرين على الخير الشخصيّ"، يتم القيام به من أجل خدمة الآخرين، والحصول على استحسانهم وإشادتهم لاحقاً.-لكي يشعر المرء بالرضا النفسي عن نفسه، فلابد له بين الحين والآخر من أن يحصل على تقدير الآخرين.-يدل ترسخ ثقافة التقدير في المجتمع على مدنيته وتحضره وعلى انتشار القيم الانسانية الاخلاقية الرفيعة فيه. -كلما زاد تقدير المرء للآخرين، دل ذلك على احترامه لكراماتهم الانسانية.-التقدير قول وتصرف إيجابي يهدف للإشادة بالخلق الحسن وبالتصرفات الايجابية والاخلاقية لدى الانسان الآخر، ويقابله التحريض السلبي على مداومة السلوكيات السلبية.-لا يُقدّر الآخرين ويشيد بأقوالهم أو بتصرفاتهم الايجابية سوى من ترسخت لديه الثقة بالنفس، وتكرس لديه السخاء الروحي الايجابي.-لا يمكن أن يتطور المجتمع ما لم يترسخ فيه ثقافة الاشادة والتقدير ولا سيما تجاه المواطنين المخلصين، وعقول الأمة ومفكريها، وعلمائها.-الحاجة إلى التقدير لا يجب أن تنقلب إلى هوس مرضي للحصول على إشادة الآخرين، فما سيزيد عن حده سينقلب حتماً إلى ضده.-كلما ترسخت إنسانية وحضارية المجتمع، ترسخت فيه ثقافة التقدير، وكلما غابت عنه الانسانية والتحضر غابت عنه أقوال وسلوكيات وتصرفات التقدير.-كلمة "شكراً" لا تُقدّر بثمن.كاتب كويتي@DrAljenfawi