منوعات
الخرف... يتسلل إلى الدماغ من بوابة قلة النوم
الأربعاء 20 أكتوبر 2021
5
السياسة
القاهرة - ريندا حامد:أكدت دراسة حديثة أن نحو عشرة ملايين شخص حول العالم مصابون بالخرف، مشيرة إلى أن هذا المرض يعد من الأمراض الأكثر خطورة، لعدم وجود علاج ناجع.حول الخرف، وأسبابه، وطرق الوقاية والتخفيف من أعراضه، أكد عدد من الأطباء والمتخصصين لـ"السياسة" أن قلة النوم تتسبب في الاصابة بالخرف إضافة الى عاملي الوراثة واختلال الهرمونات، مشيرين إلى أن المرض ليس له علاج ناجع لذا يجب اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وفيما يلي التفاصيل:* الشيخوخة والوراثة وخلل الهورمونات تتسبّب بالإصابة* قلة النوم تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى الاكتئاب* المكسرات والأسماك والبروتين النباتي تساعد في الوقاية* أعراض الخرف تبدو في تراجع الحالة الذهنية والنسيانبداية، أكدت الدكتورة أميرة الطلياوي، استشاري طب المسنين وعلوم الأعمار، أن هناك الكثير من الأسباب وراء الإصابة بالخرف، يأتي في مقدمها عامل السن، لافتة إلى أن الذين يعانون من هذا المرض غالبا ما يكونون من كبار السن، ونادرا ما يحدث لدى صغار السن، ثم يأتي بعد ذلك عامل الجينات،فالمرض له بعض العوامل الوراثية القوية، فإذا كان لدى الشخص هذه الجينات، بات من المؤكد إصابته بمرض الخرف، لكن بعضها قد تكون جينات مساعدة، أي أنه يصاب به لكن في سن متأخرة.وأضافت سواء كانت الإصابة بسبب عامل السن أو الجينات الوراثية فلا يمكن التحكم فيهما، أما بالنسبة للعوامل الأخرى فهناك من يصاب بهذا المرض نتيجة الاكتئاب، وكذلك من يعانون من مشاكل الغدة الدرقية، والمصابون بجلطات الدم في المخ، ومرضى الشلل الرعاش، ومرضى السكرى، لذا يجب التحكم في نسبة السكر لتفادي التعرض للإصابة، وتوجد أيضا عوامل تتعلق بسلوكيات الشخص في الحياة، مثل، ارتفاع الكوليسترول بسبب تناول الأغذية غير الصحية، والتدخين، والكحوليات بكميات كبيرة، كذلك يمكن أن تحدث الإصابة نتيجة نقص بعض الفيتامينات، وأهمها فيتامين بـ12، وقد يصاحب ذلك الإصابة بمرض الزهايمر، الذى لا يوجد له علاج حتى اليوم،رغم أنه يصيب نحو 70 في المئة من مرضى الخرف.وتابعت: تظهر أعراض الخرف في تراجع الحالة الذهنية للإنسان، فيعتريه النسيان، وعدم القدرة على التذكر، وقصور اللغة، وعدم القدرة على الكلام أو التعبير بالكلمات، وفي بعض الأحيان تتغير طريقة كلامه ونطقه للحروف والكلمات، ويتعثر في النطق، بل لا يعرف مكان منزله، كما يتوه عن غرف المنزل، فلا يستطيع التعرف على أماكنها، كما يفتقد كيفية التعامل مع جسمه مثل النظافة الشخصية وغيرها.وأشارت الى أن المصاب بالخرف يصاب بالتيبس في العضلات، فيجد صعوبة في التبول والتبرز، لافتة إلى أن للخرف مراحل تتنوع ما بين بسيط، ومتوسط، وخرف شديد.وبينت أن المراحل الأولى يشعر فيها المريض ببعض النسيان واللخبطة في الكلام، وتكون واضحة للعيان لاسيما أهل المريض، وقد تؤثر على حياته.وذكرت أن الحالة تتطور مع الوقت فيحدث تراجع في بعض الوظائف المعرفية، ما يؤثر على حياته، مع الأخذ في الحسبان أن المراحل المتوسطة، تعد من أطول المراحل، فقد تصل إلى سنين طويلة حتى تتطور، حيث يعانى المريض من تراجع في القدرات المعرفية، ويفقد القدرة على القيام بوظائفه الحياتية بالكامل، ويحتاج إلى مساعدة، كما يصبح غير قادر على قيادة السيارات، و الشراء، أو القيام بأمور الطبخ، لكنه يستطيع الاعتناء بأموره الشخصية. وبينت أن المراحل المتأخرة من المرض، يفقد خلالها المريض ذاكرته، فلا يستطيع التعرف على المقربين منه، ولا تكون لديه القدرة على القيام بأي مهمة حتى العناية الشخصية وغيرها، يكون اعتماده بالكامل على الآخرين، لذا فمريض الزهايمر يحتاج إلى رعاية خاصة، وصبر طويل ممن يتعاملون معه. وحول العلاج أكدت الطلياوي أنه لا يوجد حتى الآن علاج للزهايمر والخرف الوعائي، وخرف الشلل الرعاش، والخرف الذي يصيب أماكن مختلفة في المخ، ولكن يعطى المريض بعض الأدوية التي يمكن أن تحسن من الأعراض التي يشعر بها، مثل النسيان، والمشاكل السلوكية التي تظهر عليه في نهاية المرض، كالعصبية الزائدة، والعدوانية بعض الشيء أو العكس، او العزوف عن الحياة وإهمال الفرد لنفسه، فهناك أدوية تقوم بتخفيف هذه الأعراض بعض الشيء، لكن لا يوجد علاج شاف.وأوضحت أن رعاية مريض الخرف عملية شاقة جدا، تحتاج إلى مجهود كبير من الشخص الذي يعتني به، لعدم امتلاكه الوعي الكافي، كما أنه لا يجيد التصرف بطريقة عقلانية، ونتيجة استمرار المرض لسنوات عدة فإنه يحتاج إلى أكثر من شخص لرعايته، أو إلحاقه بمؤسسات متخصصة لرعايته، خصوصا أن العلاج بالموسيقى يعتبر من العلاجات المفيدة للمرضى لأنها تقلل من عصبيتهم، بجانب نوعيات أخرى منها العلاج بالتذكر، حيث يتم عرض صور تذكارية قديمه له، لتذكيره بالماضي.وشددت على أن قلة ساعات النوم تلعب دورا كبيرا في الإصابة بالمرض بطريقة غير مباشرة، لأن قلة النوم تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، والإرهاق، والإجهاد الشديد خاصة لدى كبار السن، فمن تعدى ىسن الخامسة والستين إن لم ينم بصورة جيدة لفترة طويلة، فقد تظهر عليه أعراض الخرف الوقتية التي يمكن التخلص منها إذا نام ساعات كافيه. وشخصت الخرف بأنه نوع من الأمراض التي تؤدي إلى تراجع القدرة الذهنية، فلا يستطيع الشخص التذكر أو القيام بعمليات الحساب، كما لا يقدر على معرفة الأماكن التي يعيش بها، ولا يستطيع التركيز مع الآخر وفهم ما يذكره،إذ تتراجع هذه القدرات يوما بعد يوم بما يؤثر على القيام بالأمور الحياتية اليومية.مشاكل صحيةمن جهته، قال الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة: تختلف معدلات النوم من سن لآخر، فالطفل حديث الولادة يحتاج إلى 18 ساعة يوميا، مع مرور الوقت تتناقص هذه الساعات إلى 16 ساعة ثم إلى 13 ساعة خلال السنة الأولى، وعند دخوله إلى سن الـ5 سنوات تقل إلى 11 ساعة، أما في فترة المراهقة، فالجسم يحتاج إلى 9 ساعات كاملة للنوم الصحي، فاذا لم يحصل الفرد على عدد ساعات كافيه من النوم قد يصاب بسلسلة من المشاكل الصحية، منها، الأرق، الإرهاق، والإجهاد الشديد، فلا يستطيع القيام بمهامه اليومية، لشعوره طوال اليوم بالنعاس، الذي قد يؤدي إلى حالة من العصبية والهياج، بل إن الأمر قد يتطور إلى الإصابة بالاكتئاب، وعدم القدرة على التركيز، قد تصل الحالة في بعض الأحيان إلى الإصابة بالزهايمر، لذا يجب على مرضى الضغط، وقرحة المعدة،وقصور الشريان التاجي، عدم تناول جرعات زائده من الكافيين، بل يكفي كل واحد منهم فنجان واحد فقط في اليوم، لأنهم عرضة بنسبة كبيرة للاصابة بضيق الشرايين وارتفاع الضغط، أما إذا تناولوا الكافيين في المساء فسوف يصابون بالأرق والتوتر، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي.التغذية الصحيةبدورها، أكدت الدكتورة فرح حسين، استشاري التغذية العلاجية وأمراض السمنة والنحافة: عدم التوصل إلى علاج فعال ونهائي لمرض الزهايمر، مضيفة توجد بعض الأدوية التي يمكن استخدامها لوقف تدهور الحالة الصحية للمريض، أو لعلاج الأعراض المصاحبة، مثل تحسين حالة الاكتئاب، والتغلب على مشاكل الدورة الدموية والقصور في المخ والضغط وهكذا، مشيرة إلى أن نمط التغذية الصحية يحدث فرقا كبيرا جدا في الوقاية وتأخر ظهور الأعراض، ومنع تدهور الحالة الصحية. ولفت الى أن هناك أبحاثا قامت بها جامعات أميركية عدة،خاصة مايو كلينيك، توصلت إلى خطة علاجية معينة للعلاج تسمي"مايند دايت"، وتعتبر مزيجا من نظامين غذائيين صحيين، ينصح بهما خبراء التغذية. يسمي النظام الأول "داش دايت"، خاص بصحة الأوعية الدموية، يستخدم في حالات الضغط ومشاكل في الأوعية الدموية، أما الثاني فيسمى نظام "ميديترينيان دايت"، ويستخدم في الحفاظ علي صحة القلب، وقد مزج "مايند دايت"، بين النظامين للحفاظ على الدورة الدموية وصحة خلايا المخ قدر المستطاع، وأظهرت النتائج أن نسبة انخفاض ظهور أعراض الزهايمر وصلت إلى 53 في المئة، ما يعنى أن التغذية الصحية ونمط الحياة الصحي مهم جدا وفعال في العلاج والوقاية من مرض الزهايمر، وتأخير الأعراض ومنع تدهور الحالة.وأضافت: يعتمد علاج هذه الحالات بنسبة كبيرة على الغذاء النباتي وتناول اللحوم مرة واحدة في الاسبوع، وتجنب الدهون الضارة خاصة الدهون المشبعة، وتناول البروتينات من مصادر نباتية فقط مثل البقوليات، وبعض الخضروات التي تحتوي على بروتينات " الكرنب والقرنبيط، والحمص"، لمدة 6 أيام في الاسبوع، ويمكن أيضًا تناول الأسماك لاحتوائها على اوميجا 3 التي تحافظ على صحة الجهاز العصبي بشكل عام وتعطيه الأحماض الدهنية الأساسية، كما تقلل من نسبة الإصابة بالاكتئاب، لذا ينصح بتناولها مرتين في الاسبوع. وحذرت من تناول الجبنة الرومي، والفلامنك وغيرها من الجبن كثيرة الأملاح، والحلويات تماما أو تناولها مرة واحدة في الاسبوع، وتجنب الفواكه التي تحتوي على السكر المركب أو السكر الكوبوهيدرات، مثل الموز والبطيخ، والفاكهة المجففة لأن تركيز السكر بها عال جدا، والحفاظ على نسبة سوائل عالية في الدم من مصادر صحية وطبيعية مثل الماء، والعصائر الطبيعية بدون إضافة السكر، ومنع المنبهات مثل الشاي والقهوة. وأشارت الى أهمية استخدام زيت الزيتون في تجهيز الأطعمة بشكل عـــــــــام، مع تجنب استخدام الزبدة والسمن الصناعي والطبيعي، إضافة إلى تناول المكســـــــــرات غير المملحة وغير المحمصة خمس مرات في الاسبوع، لأهميتها لصحة المخ ولتنظيم ضربات القلب.