

الخوف الشديد من "عدم التيقُّن" في الحياة
حوارات
"وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"(الطلاق 2- 3).
يمثِّل الخوف الشديد من عدم التيقّن في الحياة أكثر أنواع الخوف فتكًا بالنسبة لبعض الناس، لا سيما من هم حسّاسون بإفراط تجاه ما يشاهدونه ويقرأون عنه من أحداث شديدة الهول، وغير متوقعة في عالم اليوم المضطرب.
ويتسبب الخوف مما هو غامض، وغير معروف، وغير متوقع في الحياة، لا سيما ما يمكن أن يحدث للإنسان، أو ما يمكن أن يتعرض له في المستقبل، القريب أو البعيد، بأسوأ أنواع الضغوط النفسية "ذاتيّة الصنع"، التي يمكن أن تتكون في عقل الانسان.
وتوجد أسباب غير منطقية لشعور البعض بالخوف المفرط مما لا يستطيعون التيّقن أو التأكد منه، وثمة أيضًا وسائل فعّالة للتغلّب على هذا الخوف اللاعقلاني، أو على الأقل للتخفيف من تأثيره السلبي على حياة الانسان، ونذكر منها ما يلي:
-أسباب الخوف من عدم التيقّن في الحياة: عندما ينغمس الانسان طوعًا في سعيه العقيم الى التحكّم بما هو خارج إرادته، سيؤدي ذلك الى فقدانه حسّ الأمان.
وبسبب ظنه الخاطئ أنه ربما لن يستطيع التخطيط لحاضره ومستقبله، ما لم يصبح متأكدًا مئة في المئة من كل الظروف التي يمكن أن تؤثّر عليه في حياته.
وهذا النهج التفكيري غير واقعي يتعارض مع حقيقة التقلّبات والتغيّرات غير المتوقعة في الحياة، والتي لن يمكن التنبؤ بها حتى على يد الذكاء الاصطناعي!
وبسبب التفكير الزائد عن الحد تجاه ما يمكن أن يخبّئه المستقبل من أخطار على الحياة الخاصة، وربما بسبب عدم امتلاك مهارة حل المشكلات، وكذلك بسبب الاختلاط بأشخاص متشائمين يدمنون التفكير السلبي.
-التغلّب على الخوف اللامنطقي: تقوى الله عز وجل في ما يقول ويفعل الإنسان، في سرّه وعلنه، وتركيز الجهود الذهنية والبدنية، واستعمالها بشكل إيجابي في عيش الوقت الحاضر، بدلاً من الخوف المفرط تجاه ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
كاتب كويتي
د. خالد عايد الجنفاوي
@DrAljenfawi