الداهية

د. خالد عايد الجنفاوي

المعاني الأكثر شيوعاً لمصطلح الداهية، هي صواب وجودة الرأي، وحدة البصيرة، وبعد النظر تجاه ما يرتبط بالسلوكيات والتصرفات الإنسانية، وبخاصة، الفطنة لأمور تغيب عن وعي وإدراك عامة الناس.
وهي بالطبع سمات فعّالة، ويستفيد منها الإنسان في أغلب المسائل والظروف، والمعضلات والمشكلات الحياتية المعقدة في عالم اليوم المتغير، ومن بعض صفات وسمات والمبادئ الفكرية والسلوكية لشخصية الداهية ما يلي:
-بالنسبة للإنسان الداهية هناك دائماً قوانين سلوكية عامة يتفق عليها الناس، مهما اختلفت أعراقهم، أو دياناتهم، أو ثقافاتهم، وهي اللغة السلوكية العالمية، التي يؤدي التعرّف والتدرب عليها إلى فهم الطبيعة الأساسية لبني البشر.
-عندما يتسرع ويطيش ويتجشم الآخرون أموراً ليس من المفترض أن يتسرعوا أو يطيشوا فيها، يتريّث الداهية ويتأنى ويترفّق.
-بالنسبة للداهية ما يخرج من ألسُن الآخرين عند غضبهم، أو شعورهم بالضغط النفسي، يكشف ما نسبته 99 في المئة من شخصياتهم وأطباعهم الحقيقية، فإذا أردت الحصول على معرفة دقيقة بالآخر، أنظر إليه ولاحظه وراقبه عندما يغضب أو يضطرب.
- يربط الداهية بين كلام وتصرفات الآخر في ماضيه وحاضره، وما يمكن أن يقوله أو يفعله في المستقبل، فبالنسبة للداهية، ما يتواصل ويستمر في شخصية الآخر يكشف أغلب الوقت عما يتواصل ويستمر في أقواله وأفعاله في المستقبل!
-لا يَعْتَمِد الداهية ولا يثق كلية بمواعيد وتعهدات الآخر له، لا سيما إذا ارتبط جزء معين منها بالحفاظ على أو تحقيق المصلحة الشخصية، فثمة أمور وتنازلات وتضحيات وتوقعات إيثارية لا يمكن أن تحصل وفقاً للمنطق.
-في عالم اليوم المتغير، إذا قال لك شخص أنه سيفعل كذا وكذا، وأفرط في أقواله، وما يقوم به أو يفعله، فيوجد احتمال كبير جداً...جداً أنه ربما لن يفعل أو يقوم بما أعلن عنه مسبقاً.
-شعار الداهية في الغُرْبَة هو التالي: سوء الظّنِّ عصمة!
-بالنسبة للداهية ليس ثمة عدو أو صديق دائم، فربما انقلب الصديق عدواً، وربما انقلب العدو صديقاً، فالأمور في عالم اليوم المضطرب دائماً إلى انقلاب وتحوّل مفاجئ.
- المراء والنزاع والغَطرَسة أثافيّ الوجود الإنساني.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi