الثلاثاء 17 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الديرفة "... عمل مستحق متكامل ونجومه أبطال

Time
الاثنين 20 مايو 2019
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:


قوام أي عمل تلفزيوني هو "النص" كونه القوة التي يمكن من خلالها المضي في تقديم منتج فني مستحق، "الديرفة" مسلسل تكاملت فيه كافة المواصفات الرئيسية التي جعلته عملا دراميا تراجيديا متكاملا، يحظى بالمتابعة والاعجاب من الحلقة الأولى.
نتوقف بداية عند النص المأخوذ عن رواية للكاتبة علياء الكاظمي، سيناريو وحوار بدور يوسف وأحمد أنور، العمل يعتمد على قصة حب صادقة، خطوط متشابكة، أسرة محافظة، حب عفيف، عادات وتقاليد، حكمة، اصرار، عار، وانتقام، كل مفردة تمثل محورا رئيسيا في أحداث العمل، الأمر الذي جعل خطوطه الكثيرة تلتقي وتتشابك في تقاطعات كثيرة مما ساعد المخرج مناف عبدال على التعامل مع كل شخصية بشكل منفرد، المخرج وان كان بين أبطاله أسماء كبيرة الا انه غالبا ما يشتغل على الأداء وتطويره عند الوجوه الجديدة، نعم انطلقت الأحداث من قصة حب عاطفية وعنيفة بين الفنانين حسين المهدي وبثينة الرئيسي وسرعان ما تكشف للمشاهد مستوى الأداء التمثيلي لأبطال العمل، وتحديدا الفنانة الكبيرة هيفاء عادل التي تعتبر عودتها إلى الدراما التلفزيونية عودة مستحقة وجديرة بالاحترام، اداء متزن ومعايشة لشخصية "الطقاقة"، الأم، الإنسانة، والحديث عن "أم صقر" لا يوفيها حقها، حيث التجلي في الأداء، والاحترافية في لفت الأنظار، واستحواذ على اعجاب المشاهدين من الحلقة الأولى، هيفاء عادل برافو، برافو، برافو، ليس من السهل أن يحافظ ممثل ابتعد عن الشاشة لفترة ليست قصيرة على حساسية التمثيل، لكن الفنانة هيفاء عادل ظلت محافظة على اسمها وتاريخها، ورفضت عشرات الأعمال والعروض المغرية واختارت "الديرفة"، حتى تتأرجح بأدائها الرائع يمينا وشمالا.
أما بثينة الرئيسي فمتألقة، بثينة جبارة، بثينة فنانة صادقة لم يمر مشرط الجراح في وجهها، عيونها كانت تتكلم، بحة صوتها كانت تؤدي، انكسارها كان يذكر ألف آه وزفرة حب، بثينة في "الديرفة" قطعت أميالا طويلة وقفزت الحواجز قفزا ولعلها تدرك بأن ما قدمته خلال مسيرتها في كفة وهذا العمل في كفة أخرى، مشهد حسرتها على زواج ابن خالتها وحبيبها كان مشهدا جبارا، كانت بثينة طيرا مذبوحا يرقص من شدة الألم، تعاطفنا معها كثيرا وطويلا حتى بدأت تخطط لأمر ما، ربما الانتقام.
الفنانة أسمهان توفيق لا يمكن لهذه المرأة الفنانة ان تتواجد في عمل ولا نتوقف عند شخصيتها، الشقيقة الكبرى التي لو كان الأمر بيديها لتبرأت من شقيقتها "الطقاقة"، لكن "رابط الدم" يمنعها من ذلك حتى كشفت عن نيتها وما تكنه من غضب، وأدت قصة الحب التي جمعت ابنتها بثينة وابن شقيقتها، فأنهت حياة حب لا يزال يحبو في المهد، الفنان محمد المنصور التاجر المحب لزوجته الأولى لم يتمكن من اخفاء حبه الآخر وزوجته الثانية، فيقع في مواقف لا يحسد عليها، الفنانة نور جسدت شخصيتها باقتدار واحترافية، اما الفنان حسين المهدي الذي شكل ثنائيا عاطفيا ورسميا مع بثينة، فقدم اداء ممتعا وجميلا وصادقا، في الطرف الآخر كانت باقي الشخصيات ترسم لنفسها طريقا مهما وجيدا، عبدالله بهمن الشاب الطائش يهتك فرائسه باسم الحب، غدير السبتي التي سلمت قلبها لمن تحب فدفعت ثمن ذلك باهظا.
مناف عبدال مخرج محترف ومتمكن يعرف كيف يقرأ النص جيدا وحرص من الحلقة الأولى على اعطاء صورة تلفزيونية جميلة شكلا ومضمونا، وهناك الازياء المستوحاة والقرية التراثية وحتى المفردات وطريقة الحكي بين الشخصيات جاءت مدروسة بدقة، الأمر الذي جعل من "الديرفة " عملا متميزا.


بثينة الرئيسي
آخر الأخبار