الدَّاهية لا يُغْلَبْ

د. خالد عايد الجنفاوي

يتصف الانسان الداهية بالذكاء البارع، وبكل الصفات التي يمكن استعمالها لوصف الانسان الذكي، لكنه يتسم بصفة ربما يفتقدها أغلب الاذكياء، ألا وهي أن الداهية لا يُغلب، ربما ستجد إنساناً ذكياً للغاية، ولكن ليس بالضرورة أن ينتصر دائماً في معارك الحياة، ويندر ألاّ ينتصر الداهية، أو يتفوق على اقرانه، ومن بعض سمات وميزات الانسان الداهية، ولا سيما تلك التي تجعله يفوز ولا يُغلب غالب الوقت، ما يلي:
-أحد أهم أسباب غلبة الداهية على الآخرين يتمثل في أنه ضليع في معرفة نفوس الناس وما تخفيه عقولهم وصدورهم.
-بلاغة الانسان الداهية لن تخفى على أحد، فهو ملك البلاغة، وأمير المجاز، ومحنك الرأي، ومتبصر في ما لا يتبصر فيه عامة الناس.
- يتفوق الداهية على الانسان الذكي بمكره، وبحدة فطنته، وبحذق حدسه.
-الداهية من يجعلك تقاتل نيابة عنه، وتنصره على خصومه، بينما تعتقد طوال الوقت بأنك تقاتل وتنتصر لنفسك!
- الدهاء ملكة ترسخت في عقل الداهية، فهي جزء من تكوينه الفطري.
- الثقة بالنسبة للداهية تَتَمَحْوَر دائماً حول مجالين واضحين: الثقة بنفسه، وعدم الثقة بالآخرين.
-يتمتع الداهية بالذكاء الوجداني الحاد (الانفعالي)، فهو خبير في معرفة انفعالات الآخرين، ويمتلك مهارة التعامل معها بشكل بارع للغاية.
- توجد مناعة فطرية ضد العفوية في شخصية الداهية، فأقواله وسلوكياته وتصرفاته، وردود فعله مقصودة، وذلك لأنه يُعمِلُ فكره في كل شيء يقوله أو يفعله.
- لا يحرق الداهية الجسور التي يعبرها.
-لا يحتال على الداهية سوى داهية أدهى منه.
-صديق الكل، إما إنسان داهية، أو شخص ينقصه الذكاء.
-الداهية ينام بعين واحدة.
- لسان حال الانسان الداهية: سوء الظّنِّ عصمة.
-يقول ابن أبي عيينة "فانظر وفكِّر فيما تمرُّ به
إنَّ الأريب المفكر الفَطِن".
-بالنسبة للإنسان الذكي: مِنْ مَأْمَنِه يُؤتى الحَذِر، وبالنسبة للإنسان الداهية: لا يمنع حَذَرٌ من قَدَر.
-الذكي يحل المشكلة بعد أن تقع، والداهية يحلها قبل أن تقع.
- "أعرف حين اللزوم أن أهجر جلد الأسد لألبس جلد الثعلب" (مقولة تنسب الى نابليون بونابرت).

كاتب كويتي
@DrAljenfawi