الرجل الطفل... هيئته عكس كلامه وتصرّفاته

د. خالد عايد الجنفاوي

الرجل الطفل البالغ جسميًّا وغير الناضج فكريًّا ونفسيًّا وسلوكيًّا، هو طفل في هيئة رجل، وربما يصفه البعض بالرجل البالغ عمريًّا وبدنيًّا، ولكن الغير ناضج عاطفيًّا واجتماعيًّا باختياره، فهو أحمق وأخرق وتافه باختياره، وساذج وسريع تقلّب المزاج، ولا يلتزم بوعوده، باختياره، ولا يُحسِن ما يحسنه الرجال البالغين العقلاء، ومن بعض صفاته، وشقلباته السلوكية النمطية، وما يمكن للرجال العقلاء توقعه منه بعض ما يلي:
- الإشارات الأولية لشخصية الرجل الطفل: مشيه وجلوسه وإيماءاته، لا تتناسب مع عمره البالغ، وتشبّبه وصبينته بشكل مبالغ، وتعامله مع الآخرين البالغين وكأنّهم أطفال سذّج، بسبب طغيان تفكيره وسلوكه الطفولي على علاقاته وتفاعلاته في العالم الخارجي، وتعليقه الساذج على أمور أو قضايا جادّة أو خطيرة، وإعادة تكراره لتعليقاته الساذجة حول أمور تافهة، وميله إلى إطلاق الكلام على عواهنه في كل وقت وفي كل مكان من دون تمييز مناسب، وحمله للأحقاد والضغائن والحسد والغيرة الطفولية من الآخرين، وعدم تمكّنه أحيانًا كثيرة من إخفائها، وميله الملاحظ الى الشعور بالرعب الشديد وقتما يسمع كلامًا لاذعًا تجاهه.
- ليس من مسؤوليتك كإنسان بالغ عاقل تربية الرجل الطفل، ولكن من مسؤوليتك ألاّ تتعامل معه كرجل بالغ!
- الرجل الطفل ليس معاقًا ذهنيًّا، ولكنه معاق فكريًّا وسلوكيًّا باختياره.
- لا يتكلّم ولا يتصرّف الرجل الطفل بشكل جاد أو هادئ أو رشيد، عندما يتوقّع من الناس العقلاء عمل ذلك، بسبب التغلّب المستمر للصفات الطفولية على عقله وقلبه.
- يرفض الرجل الطفل تحمّل مسؤولية كلامه أو تصرّفاته، بسبب نشأته وتطبّعه على عدم الشعور بمسؤولياته الشخصية.
- يرفض الطفل في جسم الرجل أن يكبر نفسًا وفكراً وسلوكًا، إمّا بسبب خوفه من ممارسة دور الإنسان البالغ، وإمّا بسبب ترسّخ الضعف النفسي في تجاويف قلبه وتحت غشاء مخّه.
- من شقلبات الرجل الطفل السلوكية، ميله الى التقلّب في علاقاته مع أقربائه، وذلك بسبب عدم نضجه العاطفي والفكري، وكثرة هذره بلا معنى، وتكبّره وخيلائه الخارجي مع فراغه الفكري والنفسي، وممارسته للتعويض النفسي عن عقد نقصه، عن طريق إلقائها على الآخرين.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi