الاثنين 28 أبريل 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الرقم 8... حَمَلَة العرش يوم القيامة وأبواب الجنة

Time
الاثنين 11 أبريل 2022
View
20
السياسة
(وكل شيء عنده بمقدار)، (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِيْن)، (لقد أحصاهم وعدهم عدا)، (ولتعلموا عدد السنين والحساب)... إشارات مُبينة في الذكر الحكيم إلى أهمية الأعداد والحساب، تدفع باتجاه تدبُّر مواضع ذكرها، وبيان حكمتها وأسرارها، إذ اشتملت آيات القرآن الكريم على عدد كبير من الأعداد المعروفة بدءاً من العدد "1"، حتى "مئة ألف" ليكون الكتابَ السماويَّ الوحيدَ الذي أفرد جانباً كبيراً من نصوصه للأعداد.

كتبت - نورة حافظ:

ورد الرقم " 8 " في الذكر الحكيم خمس مرات، وارتبط بيوم نحس على الظالمين، فيقول تعالى فى سورة الحاقة " (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)" اذ اُرسل نبي الله هود إلى قومه عاد، وهي قبيلة من العرب العاربة اشُتهرت بالقوة والبطش الشديدين، ليرشدهم إلى عبادة الله، ويدعوهم لنبذ عبادة الأصنام، ولكنهم كذبوه ولم يؤمن معه إلا القليل، فأخذهم الله أخذا شديدا، ولكي يكونوا عبرة صوّرت الآية عذابهم الأليم، فقد أرسل الله عليهم ريحا عاتية كانت تطالهم قهرا أينما وجدوا، ولما اكتملت أيام العذاب ثمانية، كانت الريح قد أهلكتهم وتركتهم أعجاز نخل خاوية اي موتى بلا حراك، ووصفت تلك الأيام الثمانية بالحسوم، واختلف المفسرون بين أن تكون بمعنى متتابعة، أو تكون من الحسم بمعنى القطع كالسيف، وأيا كان الأمر، فإن قصص الأولين عبرة لأولى الألباب.
ومثلما جحدت عاد نبي الله " هود "، كان نبينا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – على موعد مع أباطيل المشركين، حين حرموا ما أحله الله دون دليل، ونسبوا هذا التحريم إلى الله تعالى، تأمل قول الله تعالى فى سورة الأنعام:" ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) " فقد خلق الله الأنعام وتشمل الابل والبقر والخراف والماعز لحمل أثقالنا، ولكي نستخدمها في تنقلاتنا قبل اختراع السيارات والطائرات، ونأكل لحومها، ونستفيد من أصوافها وأوبارها، وخلق من كل نوع من تلك الأنعام الذكر والأنثى لضرورة التناسل وبقاء الحياة، فيكون المجموع ثمانية، وما حرمها الله قط كما زعم المشركون، وأمر نبيه ان ينكر عليهم ما حرموا منها، كما طالبهم بأن يأتوا بعلة التحريم: هل كونها ذكورا ؟ أم كونها أناثا ؟ لأنهم يحلون الذكور أحيانا والإناث أحيانا اخرى، إضافة الى تحريمهم ما اشتملت عليه الأرحام تارة، ويحلونها تارة اخرى، اي يشرعون للناس حسب اهوائهم بغير حق او سلطان من الله صاحب الحق الاول في التحليل والتحريم.
ومزيد من الأنوار حول الرقم ثمانية فنجد هذا المشهد الذي يحبس الأنفاس في قوله تعالى في سورة الحاقة(17):" والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " وتتحدث الآية الكريمة عن الحاقة أي أحوال القيامة، عندما ينفخ في الصور نفخة واحدة، وإذا الجبال الشاهقة الراسخة والأرض التي تحملنا تُرفع من موضعها، وتٌدك مرة واحدة، وقيل أن رقم ثمانية في هذا المشهد المهيب ثمانية ملائكة أو ثمانية صفوف من الملائكة.
وكما اقترن الرقم ثمانية بمشاهد القيامة وهلاك عاد ودحض اكاذيب المشركين، ارتبط كذلك بفتية الكهف والذي يميل العلماء إلى كونهم سبعة وثامنهم كلبهم ورغم ذلك مازال يقين عددهم عند ربهم "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22) "، فما يزال الرقم يحير العلماء، وما كُشف من أسرار القرآن إلا قليل، ونختم بأبواب الجنة وعددها ثمانية وقد اجتهد العلماء في معرفة اسمائها فباب يقال له الريان وباب الصلاة، وباب الجهاد، وباب الصدقة، وباب الأيمن، وباب الكاظمين الغيظ، و باب التوبة،
و باب الذكر أو العلم أو الراضين، والمتفق عليه أن باب الاجتهاد في فهم مدلولات الأرقام في القرآن الكريم مفتوح لكل راغب ما دام يتوخى حدود الفهم المنضبط ولا يتصادم مع ايمان المؤمنين بغير علم اوسلطان من الله تعالى.
آخر الأخبار