الثلاثاء 17 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الزبير بن العوام..."حواري" الرسول

Time
الثلاثاء 04 مايو 2021
View
5
السياسة
إعداد – أحمد القعب:

كان للصحابة والسلف الصالح -رضي الله عنهم- السبق في الاحتفاء والتبرك بشهر رمضان المعظم، تمكن بعضهم من ختم القرآن يومياً، ومنهم من زاد عن ذلك، فكان يختم الذكر الحكيم أكثر من مرة، ومنهم من تفرغ في أغلب يومه للعبادة والتقرب إلى الله، وتحفل مرويات السلف الصالح بالكثير من مظاهر اجتهاد الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- وتسابقهم في الفوز ببركات هذا الشهر الكريم، التي نستعرض نفحات منها في هذه الحلقات، لنعيش مع يومياتهم في رمضان؛ لعل بعضنا يتذكر أو يتأسى.

الزبير بن العوام -رضي الله عنه- الذي لقب بـ"حواري رسول الله" اي نصيره، صحابي جليل، من ذوي القربي، شارك في كافة الأحداث التي عاصرت بداية الدعوة، كان عبدًا شكورًا دائم الصيام، قائم الليل، حريصا علي الذكر والتلاوة مع نهاية كل صلاة فجر وحتى شروق الشمس، فإذا شهد رمضان زاد وقت التلاوة حتى الضحى، وفتح داره للمحتاجين ليمنحهم من الصدقات ما يحسده عليه الناس، فاستحق ان يوصف في كتب السيرة بكونه باذل الأموال وقاتل الأبطال وصاحب السيف البتار.
ولد بمكة المكرمة سنة 28 قبل الهجرة، و توفي في البصرة سنة 36 للهجرة، وهو ابن السيدة صفية عمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وابن أخ السيدة خديجة، وزوج السيدة أسماء بنت أبي بكر، واحد من العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين للإسلام، وأحد المشاركين في فتح مكة، فقد عمد إليه النبي بحمل راية المهاجرين في الجانب الايسر من جيش الفتح، وكان صائما يبتغى فضل الله وتأييده.
كان للزبير مواقف متعددة تدل على شجاعته وإخلاصه للنبي منذ بواكير شبابه، منها انه اول من اشهر سيفا في الاسلام، فقد سرت مقوله في بداية الجهر بالدعوة ان جماعة من المشركين خطفوا الرسول، وتوجهوا به الى منطقة مهجورة خارج حدود مكة ليقتلوه، فما كان منه إلا أن استل سيفه، وسار في شوارع مكة كالإعصار وهو يهدد ويتوعد غير عابئ بأحد، فتلقاه النبي، وسأله عن سبب ثورته فأجابه بما سمعه فسأله النبي باسما: فما كنت صانعًا ؟ قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة اي ان افنيهم جميعا ثأرا لمقتلك، فٌسر النبي لحماسه ودعا له بالخير، وتناقل اهل مكة الحدث وأدركوا ان اسكات النبي وإثناء اصحابه عن ايمانهم لن يكون بالأمر السهل. وقد ظل محافظا على شجاعته وإقدامه طوال حياته، فقد لازم النبي في كافة غزواته، وكان دائما في مقدمة الصفوف، مقبلا غير مدبر، حتى احتوي جسمه علي عديد من الندبات الناجمة عن الطعن بالسيوف والرمي بالسهام تجاوز عددها الثلاثين، وكان النبي حريصا على مكافأته على بسالته وإخلاصه ليكون قدوة لغيره من الصحابه، فكان يمنحه أربعة اسهم من الغنائم، سهم له كمقاتل، وسهمان لفرسه، وسهم إضافي باعتباره من الأقارب، كما كافأته الملائكة على حسن بلاءه في موقعة بدر التي قاد فيها ميمنة جيش المسلمين، فيروي ابن عساكر ان الزبير كان يرتدي عمامة صفراء في المعركة، فاخبر النبي أصحابه بعد النصر ان الملائكة التي ساندت المسلمين نزلت وعليها عمائم صفراء علي شاكلة عمامة الزبير.
وبالإضافة الى الأدوار القتالية الكثيرة التي اداها الزبير بتكليف من النبي، ظل محافظا علي ايجابيته وانغماسه في الاحداث التي شهدها المسلمون بعد موت النبي، فكان احد من كلفهم الصديق لحراسة ثغور المدينة في مواجهة هجمات المرتدين، كما شارك في معركة اليرموك ضد الروم في كتيبة الفرسان، وقاد جيش الامداد الذي امره الفاروق بمساندة عمرو بن العاص في فتح مصر، حيث اسهم بجهد وافر في اسقاط حصن بابليون اخر قلاع الروم في العاصمة، وكان احد المرشحين لتولي الحكم بعد عمر، فزكّي عليا بدلا منه ولكن الولاية ذهبت لعثمان، فلما قٌتل خرج مطالبا بالقصاص، وقاتل ابن خاله علي بن ابي طالب في البصرة، وتروي كتب السيرة انه توقف عن قتاله عندما تلي علي مسامعه حديثا للرسول ينهاه عن ذلك ورجع للحق ليقتل غدرا في طريق عودته للمدينة.
آخر الأخبار