كل الآراء
السعودية... 130 عاماً من التأسيس والأخوة مع الكويت
الثلاثاء 22 فبراير 2022
5
السياسة
بسام القصاصترتبط الكويت والمملكة العربية السعودية بعلاقات خاصة مميزة، يشهد لها القاصي والداني، رسميا وشعبيا، فتاريخ العلاقات بين البلدين يعود إلى ماضٍ بعيد وأبعاد متعددة لها في كل جانب دلائل واضحة تشير إلى حجم الأريحية والود والصداقة التي تجمعهما.وفي خضم احتفالاتنا بـ"يوم التأسيس" وذكرى تأسيس الدولة السعودية، يجب أن نؤطر للعلاقة الثنائية بين البلدين التي اتخذت نهجاً يتسم بالعمل المشترك تواكبه تطلعات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لكل ما فيه مصلحة البلدين وخدمة شعبيهما، وتحقيق التطلعات، فضلاً عن التنسيق المشترك لمواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة والعمل المشترك لترسيخ الأمن والاستقرار والرخاء. ومن السمات المشتركة بين البلدين حتى في المستقبل، أنهما تعاونا في إطار رؤية البلدين "المملكة 2030"و"الكويت 2035" لتحقيق المزيد من التعاون على مختلف الصعد، الاقتصادية والأمنية والثقافية والرياضية والاجتماعية، واستثمار مقدراتهما، ومن ذلك توقيع الاتفاقية الملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين البلدين في ديسمبر 2019، واستئناف الإنتاج النفطي في الجانبين.إن الكويت تحتل مكانة عظيمة لدى السعوديين، كما تمثل السعودية قيمة ومكانة لدى الشعب الكويتي، لذا فإن الأواصر المشتركة تلغي أي فواصل بين البلدين الشقيقين، وفي إطار هذه العلاقات التاريخية التي تعود إلى أكثر من 130 عاما ما انفك قادة البلدين يتبادلون الزيارات للتباحث في سبل تعزيز أطر التعاون والتفاهم، إذ حفلت مسيرة العلاقات بالكثير من الزيارات المتبادلة، لا سيما على مستوى القيادة منذ ذلك الحين وحتى قبل قيام الدولة الحديثة في كلا البلدين.وتتحد جهود البلدين تجاه مختلف القضايا السياسية، إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، عنوانها التطابق والتفاهم الثنائي المرتكز على تكامل الأدوار بين الرياض والكويت إدراكاً من قيادتي البلدين الحكيمة بوحدة المصير المشترك، التي برهنتها المواقف التاريخية، وأدوارهما في إطار "دول مجلس التعاون" الخليجي، وعضويتهما التأسيسية بمنظمة التعاون الإسلامي، ودولياً ضمن منظمة الأمم المتحدة تحقيقاً للأمن والسلم العالمي.في كل مرة تظهر قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين ورسوخها وسط الأحداث، حيث أضاف البلدان بعدًا ستراتيجيا جديدًا لمفهوم علاقاتهما الثنائية تمخض عنه الوقوف يدًا واحدة لضمان الاستقرار وإبعاد المنطقة عن الصراعات الدولية.وإذا كان للأرقام دلالة في مسيرة العلاقات بين الدول فإنها في مسيرة العلاقات السعودية الكويتية حقائق ثابتة، ثبات المبادئ التي تؤمن بها قيادة البلدين، علاوة على الروابط الراسخة في وحدة الأخوة والدين واللغة والجوار. فرغم تداعيات الجائحة على الاقتصاد العالمي فإن التبادل التجاري بين الكويت والسعودية خلال العام الماضي ترجم متانة العلاقات، اذ بلغت قيمة إجمالي الصادرات الكويتية إلى السعودية نحو 205 ملايين دينار، في حين بلغ اجمالي الواردات السعودية 504.5 ملايين دينار.كما يحرص البلدان الشقيقان على المشاركة الشعبية في الفعاليات الوطنية التي ينظمها كلا البلدين سنويًا، ما يشكل رافداً مهمًا في توطيد العلاقات بين المملكة والكويت من خلال فعاليات عدة، وبرز للعالم كله التضامن الحقيقي الوثيق بين المملكة والكويت وبين دول "مجلس التعاون" الخليجي إبان العدوان العراقي حتى تم تحرير الكويت مجسدة بذلك روح الأخوة، وضاربة أروع الأمثلة في التلاحم والتعاون.أما عن حفاوة الاستقبال، فخادم الحرمين الشريفين يستقبل بكل حفاوة وتقدير أمير دولة الكويت في كل زيارة يقوم بها لبلده الثاني السعودية، ويبادله مشاعر الفرح والابتهاج لمناسبات البلدين السعيدة، ويشاركه مشاعر الحزن والألم لأي مصاب يلامس الكويت، حكومة وشعباً، وتشاطر المملكة دولة الكويت في مختلف الظروف، وتبادلها الكويت المشاطرة تماشيًا مع أسس العلاقات المتينة بينهما.كاتب مصري