الأخيرة
/
كل الآراء
السور الحدودي ... نريده قوياً صلباً
الاثنين 11 نوفمبر 2019
5
السياسة
احمد الدواسهرب وافد يمني من السجن في الكويت، واستغل هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد يوم 23 ديسمبر سنة 2015، فقصّ الحاجز الحديدي بالقرب من منطقة السالمي ودخل الأراضي السعودية سيراً على قدميه، لكن دورية أمن سعودية رصدته فألقت القبض عليه وسلمته للكويت، ما حدث يدعونا للتساؤل عما إذا كان هناك تراخ في عمل حرس الحدود لمجرد هطول المطر؟هذا الأمر يجعلنا نتمنى تقوية السور الأمني على حدودنا مع العراق لصد أي عمل إرهابي، أو تهريب ممنوعات كالأسلحة والمخدرات. سورُ فيه أسلاك شائكة وصواعق كهربائية، وإن تطلب الأمر وضع ألغام أرضية على امتداده الجغرافي مع التحذيرات العسكرية، كما سنرى في تجربة المغرب ضد ثوار البوليساريو، لا أن تقيم حكومتنا أعمدة، عمودُ هنا وآخر الى جانبه على بُعد متر أو مترين مما يسهل إسقاطه، بل حاجز قوي بيننا وبين العراق بالذات، فهناك عمليات تهريب خطيرة لأسلحة ومخدرات وممنوعات عبر الحدود الشمالية، ولصد أي هجوم خارجي محتمل.خلال العشرين سنة الماضية شيدت ثلث دول العالم، أي 65 دولة من بين نحو 200 دولة، أسواراً عازلة بينها وبين الدولة المجاورة، فعلى سبيل المثال: أقامت السعودية سوراً أمنياً على حدودها مع العراق بطول 900 كيلومتر، كذلك فعلت الهند على حدودها مع باكستان وبنغلاديش، وهناك سور أقامته أميركا على حدودها مع المكسيك، وكثفت إجراءات الأمن والرقابة حيث جعلت كل موظف على الحدود يراقب 1700 قدم من الأرض، وهناك كاميرات مراقبة، وطائرات من دون طيار، وطائرات هليكوبتر، وأجهزة "سنسر" للمراقبة.ونتيجة للمراقبة الشديدة اكتشفت السلطات الأميركية نحو 150 نفقاً تحت السور لتهريب المكسيكيين الى الأراضي الأميركية، أما إسرائيل فقد بنت جداراً اسمنتياً ارتفاعه ثمانية أمتار يفصلها عن المناطق الفلسطينية، كما أقامت جداراً بينها وبين مصر بعد ان تبين لها ان عناصر "حماس" يدخلون سيناء ومن هناك يتوغلون داخل إسرائيل، إما للقيام بأعمال مسلحة أو لتهريب لاجئين أفارقة ومخدرات، إلى جانب انضمام بعض قبائل سيناء الى تنظيم "داعش" الإرهابي. كما بنت مصر جداراً عازلاً على الحدود مع ليبيا، كذلك أقام المغرب سوراً رملياً بينه وبين الصحراء الغربية، لكنه أحاط السور بالألغام لوقف توغل مقاتلي البوليساريو الى الأراضي المغربية، وبنت كينيا حائطاً على حدودها مع الصومال لصد خطر عناصر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة التي شنت هجوما مسلحاً على مجمع "ويست غيت" التجاري في نيروبي سنة 2013، وبنت تونس سوراً بينها وبين ليبيا لصد المتطرفين أو الإرهاب، وشيدت تركيا جداراً على حدودها مع سورية، وتشرف عليه طائرات مراقبة، وبعد سنة 2015 بنت الجزائر والمغرب الأسوار الصلبة على حدودهما، وشيدت لتوانيا سوراً على حدودها مع روسيا، ولإبعاد المهاجرين بنت سلوفينيا سياجا على حدودها مع كرواتيا. نحن نعلم ان وزارة الداخلية تُعزز أمن الحدود، لكن ما المانع من أن تستفيد الحكومة من تجارب الكثير من هذه الدول لنقوي بها سورنا الأمني؟ نريد جداراً اسمنتياً صلباً محاطاً بألغام وأسلاك شائكة وصواعق كهربائية، مع مراقبة أمنية شديدة، لا سور هش، عمودُ هنا وآخر الى جانبه، فالسعودية تهدف من إقامة سورها الأمني الى تعزيز أمنها الداخلي، وتقوية دفاعاتها ضد التهديدات الخارجية، بعد اعتراف مسؤول في"حزب الله" العراقي، اسمه واثق البطاط، بأن جماعته هي من أطلقت قذائف هاون على مركز العوجاء السعودي في حفر الباطن في نوفمبر سنة 2013، ومن غير المستبعد ان يكون للبطاط أتباع في الكويت قد يتسببون في إيقاع الضرر بالبلاد، فالسعودية قلقة من احتمال حدوث فوضى في العراق يرافقها تدفق ونزوح للناس بفعل الأحداث الداخلية في جنوب العراق، فينتقل الصراع الى داخل الأراضي السعودية، فتتحرك مشاعر إحدى الطوائف الدينية في المنطقة الشرقية وتتطرف بفعل الأحداث، لذلك وحتى نمنع الخطر من اختراق حدود الكويت الشمالية أو الغربية، نتمنى على الحكومة ان تجعل تقويـة السور الحدودي على رأس أولوياتها القصوى، وأن تطلع على تجارب ثلث دول العالم في حماية الحدود.