الشخصية المِزاجيَّة

د. خالد عايد الجنفاوي

يصعب على الانسان البالغ عقلياً، والمستقيم أخلاقياً التعامل بسهولة مع الشخصية المزاجية، وذلك بسب انغماس المزاجيين في الافراط العاطفي المتواصل، وربما لعدم قدرتهم على ضبط أنفسهم طوال الوقت وقتما يتحتم عليهم عمل ذلك، فلا يمكن في كثير من الاحيان بناء علاقات إيجابية مع المزاجي بسبب عدم قدرته الفطرية أو المكتسبة على الحفاظ على علاقات عقلانية ومتوزانة مع من يتعامل معهم في حياته الخاصة والعامة، فلا يمكن مثلاً توقع ردود فعل المزاجي بسبب تقلب مزاجه واحتمالية انفعاله المفاجئ تجاه مواقف تتطلب وفقاً لمعطياتها وسياقاتها الواقعية التعامل بشكل منطقي ومناسب مع الناس أو تجاه الاحداث الحياتية الاعتيادية. ومن بعض صفات الشخصية المزاجية والاساليب والطرق المناسبة للتعامل مع الرجل المزاجي والمرأة المزاجية بعض ما يلي:
تطغى الانفعالات العاطفية المفاجئة على حياة الانسان المزاجي، فما يُنشئ ويدفع سلوكياته وتصرفاته الاعتيادية هو الانفعال اللامنطقي والتفكير لاحقاً وبحسرة في عواقب انفعالاته اللامنطقية.
يرتكز كل شيء تقريباً في حياة الانسان المزاجي على حالته النفسية والمزاجية في هذا أو ذلك الموقف، أو في هذا أو ذلك الوقت، ما يجعل من الصعب على العقلاء والناس الاسوياء نفسياً توقع ردود فعله.
يصعب تفسير سلوكيات وتصرفات المزاجي وفقاً لمبادئ التفكير العقلاني والمنطقي، فما هو منطقي ومتوقع لدى الآخرين، يمكن أن يتحول لدى المزاجي وخلال لحظات إلى كلام وردود فعل مبالغة ولا عقلانية.
يُفضِّل العقلاء والناس الاصحاء نفسياً التعامل بحذر شديد مع الشخصية المزاجية، وتراهم يصمتون كثيراً ويتكلمون قليلاً أثناء لقائهم مع المزاجي أو المزاجية.
يحصل غالباً ألاّ يكون الرجل المزاجي والمرأة المزاجية قد تجاوزا وبشكل طبيعي مرحلة التفكير الصبياني وذلك بسبب نرجسيتهما الطاغية ولعدم قدرتهما على تحمل مسؤولياتهما الشخصية تجاه نفسيهما وتجاه من سيجدر بهما وفقاً للمنطق رعايتهم أو الاهتمام بهم.
يعجز المزاجي والمزاجية عن تحقيق حياة إنسانية متوازنة ومجزية بسبب انغماسهما المتواصل في عشق ذاتيهما النرجسيتين.
يوجد فرق بين المزاجية وبين إعادة التفكير في المواقف الشخصية وفقاً للمعطيات الحياتية الجديدة، فالأولى فوضوية والثانية منطقية.
كاتب كويتي