منوعات
"الشعبوية والسياسة العالمية"... الشعبويون يقدمون أنفسهم بوصفهم زعامات وطنية
الثلاثاء 26 أبريل 2022
5
السياسة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن "سلسلة ترجمان" كتاب الشعبوية والسياسة العالمية: سبر الأبعاد الدولية والعابرة للحدود، وهو من تحرير فرانك ستنغل وديفيد ماكدونالد وديرك نابرز، وترجمة محمد حمشي، يقع الكتاب في 532 صفحة من القطع المتوسط.يدعو الكتاب إلى الاهتمام أكثر بالكيفية التي تؤثر بها الشعبوية في السياسة العالمية، مثل السياسة الخارجية، أو الصراع الدولي، أو التعاون الدولي، أو النظام العالمي؛ حيث ينطلق المساهمون من الحجة التالية: بما أن للشعبوية عواقبها على السياسة الداخلية، فمن المنطقي افتراضُ امتدادها إلى السياسة الدولية، ولا سيما أن الحدود بينهما أصبحت غير واضحة مع صعود النزعات القومية والحمائية والشعبوية المعادية للتعاون الدولي وللمؤسسات الدولية منذ بداية عام 2020، حين كان يفترض بالعالم التعاون في مواجهة جائحة كورونا.ويسعى إلى ردم الهوة بين دراسات الشعبوية وحقل العلاقات الدولية، من خلال التركيز على جانبَيْن أساسيَيْن، هما: تسييس السلطة الدولية وتعبئة الناخبين ضد قضايا دولية مثل التعاون والاندماج الدوليَيْن والمؤسسات والترتيبات ما فوق الوطنية، والتفاعل العابر للحدود بين الشعبويين، حركاتٍ وأحزابًا وزعاماتٍ فردية. يقدم القسم الأول من الكتاب المقاربات النظرية لدراسة الشعبوية والسياسة العالمية. فسيكتشف يان زيمان في فصله الافتتاحي إمكانات مشروعٍ شعبوي عالمي؛ إذ في حين يُنظَر إلى الشعبوية بصفة عامة على أنها متشابكة مع القومية.ومن زاوية نظرية مختلفة، تحلل ماريا إسبيرانزا كاسولو دور الزعامة الشعبوية، وتحاجّ بأن ثمة الكثير من النصوص الخطابية المتاحة اجتماعيًّا التي يمكن أن تتوسط المجال بين المستويين الاجتماعي والفردي؛ فالقادة الشعبويون يقدمون أنفسهم بوصفهم رجالًا عسكريين وطنيين، أو زعماء حركات اجتماعية، أو رجال أعمال غير أنانيين، ويخلص الفصل إلى أن الانتشار العالمي لهذه النصوص تتولد عنه إمكانات مختلفة لمشاريع شعبوية.ينقل القسم الثاني من الكتاب التركيز على السياسات الخارجية الشعبوية، مع جملة من دراسات الحالة المقارنة، إضافة إلى مجموعة من التأملات النظرية. يقدم غرانت بورير، في الفصل السابع من الكتاب، دراسة منهجية للشعبوية والسياسات الخارجية لبلدان أميركا اللاتينية، ويركز على سياسات الدفاع والتجارة للتأكد مما إذا كانت الرئاسات الشعبوية قد أحدثت انعكاساتٍ جوهريةً، وعبر دراسات مقارِنة طولية مبتكرة من أميركا اللاتينية المعاصرة.