الأحد 03 أغسطس 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الشفاء بنت عبدالله بن شمس أول معلمة للنساء في الإسلام

Time
الثلاثاء 13 أبريل 2021
السياسة
صحابيات في الإسلام

إعداد - ريندا حامد:

الصحابيات هنَّ القدوة الحسنة للنساء المسلمات، ضربن أروع الأمثلة في الجهاد والتضحية في سبيل الله، سواء كن أمهات أو زوجات صبرن على التعذيب والاضطهاد وفَقْد الأزواج والأبناء والأخوة، او مجاهدات شاركن في الغزوات بتمريض الجرحى، وسقي العطشى، وإعداد الطعام، أو كراويات للأحاديث ومحفظات للقرآن.
كانت من أولى السيدات اللاتي هاجرن إلى الحبشة، وبايعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولأنها كانت تجيد القراءة والكتابة، وهو أمر نادر بين النساء في عصرها، حولت دارها التي أعطاها لها رسول الله دار علم لتكون أول معلمة للنساء في المدينة المنورة، كما كانت من رواة الأحاديث، علاوة على تمكنها من علاج المرضى، وهو ما جعل الكثيرون يطلقون عليها لقب "الشفاء".
إنها ليلى بنت عبدالله العدوية القرشية، زوجها أبوحثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي العدوي، رزقت منه ولدها سليمان بن أبي حثمة، ثم تزوجت من أخيه مرزوق بن حذيفة، ورزقت منه ولدهما أبا حكيم بن مرزوق، كما رزقت بفتاة بعدما تزوجت من القائد المسلم شرحبيل بن حسنة، ووالدتها هي فاطمة بنت وهب.
بعد اعتناقها الاسلام، فكرت في الهجرة مع عائلتها إلى أرض أخرى لتبدأ فيها حياتها، والتعبد بلا قلق من المشركين والكارهين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت من أولى السيدات اللاتي هاجرن إلى الحبشة، وبايعن الرسول.
كذلك كان لديها علم بالأمراض والأدوية ما مكنها من علاج المرضى، كما كانت بارعة في العلاج بالرقية، والتي انفردت بها دون غيرها، فالرقية كانت معروفة وتمارس قبل مجيء الإسلام من خلال بعض الآيات الواردة في التوراة، لكنها بعد إسلامها توقفت عن العلاج بها، خوفًا من أن يكون به نوع من الحرمة، وظلت مبتعدة عنه ثم أخذت بنصيحة المترددين عليها من أجل العلاج بأن تسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن حكم الشرع في ذلك، فأكد لها أن الرقي بما ورد في كتاب الله ليس حراما، فعادت من جديد لممارسة هذا النوع من العلاج، وبدأ يتوافد المرضى إلى منزلها لتعالجهم، ولمهارتها العالية طلب منها الرسول (صلى الله عليه وسلم) تعليم حفصة (رضي الله عنها)، فلقبت بـ "الشفاء"، وظل الناس ينادونها بالشفاء بنت عبدالله.
كما روت العديد من الأحاديت عن رسول الله لقدرتها على القراءة والكتابة، منها أنها قالت: "إن رسول الله سئل عن أفضل الأعمال؟ فقال: إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور".
كما روت أيضاً عددا من الأحاديث عن عمر بن الخطاب، ومن بعدها روى عنها ابنها سليمان بن أبي خثمة وآخرون من أحفادها، الذين كانوا يتخذونها مثلا أعلى لهم، وروى لها البخاري في كتاب "الأدب"، وكتاب "أفعال العباد"، كما روى لها أبوداود والنسائي.
وظلت تمارس دورها في العلم والعلاج حتى توفيت سنة عشرين للهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
آخر الأخبار