الشَّخْصِيَّة النَّذِلَة

د. خالد عايد الجنفاوي

تتصف الشخصية النَّذِلَة، رجلاً كان أم إمرأة، بصفات استثنائية تجعلها دائماً تحتل موقعاً جدلياً في سلم الشخصيات الانسانية النمطية، وذلك ليس فقط بسبب سلبيتها، أو بسبب الانحدار اللفظي والسلوكي شبه الدائم للرجل النّذِل وللمرأة النّذلة في هاوية الخساسة والحقارة في جميع أحوالهم، وبخاصة في تعاملهم السلبي جداً مع الناس الاسوياء، ولكن تنبع جدلية الشخصية النّذلة أيضاً من اقتران هذا النوع من الآفات البشرية بكل ما يمقته العقلاء والاسوياء حول بعض السلوكيات والتصرفات الانسانية المقيتة، ومن بعض دلائل انغماس أحدهم أو إحداهن في رَذائِل النذالة ما يلي:
- يميل صاحب أو صاحبة الشخصية النَّذِلَة إلى الانغماس في كل ما هو خسيس ومُحتقر وبخاصة في انتهاكهم المتواصل للعهود وللمواثيق الاخلاقية مع الناس الاسوياء.
- يعاني النّذل والنّذلة من شعور دائم بالنقص وبالدونية مقابل الاشخاص الاسوياء والمستقيمين أخلاقياً، وبخاصة من يُحسنون للناس ويحترمون آدميتهم وخصوصياتهم الانسانية.
- الشخصية النّذلة خليط من النرجسية المرضية والكراهية السادية تجاه النفس والآخرين.
- لا ذنب للتربية الاسرية بترسخ النَفَس النّذل في الشخصية النّذلة، فالإنسان مُخيّرٌ وليس مُسَيّراً.
- دَيْدَنُ النذل والنذلة خيانة الأمانات ونكث العهود والمواثيق والالتزامات الاخلاقية، ونكران الجميل والانقياد مع الأهواء الانانية وبخاصة ما سيُشبع جوع وسيروي عطش أنفسهم الشحيحة.
- بالنسبة للأنذال: الدّنايا وليس المنايا أقرب لفطرة الانسان.
- يوجد دائماً سلوك بهيمي ومكتسب في شخصيات النّذل والنّذلة للسقوط المحتمل في كل ما هو ساقط من التصرفات المستهجنة إمّا بهدف تجريد الآخر السوي من سماته الانسانية أو على الاقل بقصد تقليل قيمته الاخلاقية في عيون وأسماع وقلوب الاسوياء.
-لا علاقة لعرق أو لدين أو لثقافة الشخص النّذل بشدة نذالته، وذلك بسبب كون هذا السلوك السلبي مكتسبا ولا يُفرّق بين أصحابه، فهو يُصيبهم بنفس الدرجة، وعلى حَدِّ السَواء.
-أحد أهم الصفات الطاغية في الشخصية النّذلة هي الإخلال بشرف العلاقة الانسانية الطبيعية والمتوقعة من كلا الطرفين، وبخاصة عندما يتمكن النّذل والنّذلة من عمل ذلك دون تعرضهم للمساءلة الاخلاقية أو إيذائهم لأنفسهم الانانية.
- أثَافِيّ النذالة: القوة والمال وشُحُّ النفس.
كاتب كويتي