حوارات
تتكوّن الصورة المشوهة عن الذّات لأسباب محدّدة، يمكن معالجتها أو التخفيف من أثارها السلبيّة على الحياة، الخاصة والعامة، لا سيما إذا توافّرت لدى الإنسان الإرادة القويّة لتحقيق هذا الهدف الإيجابي.
ومن بعض الأسباب الرئيسة التي تدفع البعض للنظر الى ذواتهم بشكل مشوه، وكيفية نجاحهم في الكشف عن حقائق ذواتهم، نذكر ما يلي:
- أسباب تشوه صورة الذّات: تتسبّب التربية الأسرية السيّئة في تشويه تصوّر الطفل عن ذاته، ويحصل كثيرًا أن يستمر يلاصق هذا التصوّر الطفولي المشوه عن النفس النظرة العامة للإنسان البالغ عن كيانه الحياتي، وبسبب الوقوع ضحيّة للحرمان العاطفي في مرحلة الطفولة، وبسبب تعرّض الطفل للتنمّر المستمر من بعض أقرانه مع عدم وجود شخص بالغ في حياته يحميه من التنمّر ذي العواقب النفسيّة المدمّرة.
وربما بسبب نشوء الانسان في بيئات اجتماعية منغلقة يطغى عليها التفكير، الرجعي والاقصائي، مثل البيئات القبلية، والطائفية، والفئوية، والطبقية المنغلقة، وبسبب عدم الحصول على الفرصة للتعلّم الجيّد لأسباب أسرية معينة أو لأسباب اجتماعية قاهرة، أو بسبب عدم رغبة المرء البالغ في استبدال نقاط ضعف شخصيته بنقاط القوّة لضعف تقديره لذاته.
وربما بسبب الوقوع ضحية لتربية عائلية مضطربة على أيدي والديّن مضطربيّن نفسياً، وضعف الإرادة الشخصية بعد البلوغ للتخلّص من قيود التخلّف والرجعية، وضيق الأفق التي فرضتها البيئة الاجتماعية السلبية لسنوات، وربما بسبب غياب القدوة الحسنة في حياة الإنسان وبخاصة في مراحل طفولته ومراهقته. - تنقية الذات المشوّهة: البدء بعملية التقييم الذّاتي الحقيقي وكتابة نتائجها باليد في دفتر يوميّات، يرافقها وجود رغبة شخصيّة قويّة لتنقية الذات من التشوهات التي فرضها عليها العالم الخارجي، وبالحرص على اكتساب مهارات التفكير النقدي، والتواصل الفعّال مع الآخرين، ومتابعة وقراءة إنتاجات الكتّاب المتنورين الذين يتحدثون ويكتبون عن تطوير الشخصية، وبالخروج يومياً من منطقة الراحة النفسيّة بهدف تقوية الثقة بالنفس.
والسفر بين الحين والآخر، وبقدر المستطاع بهدف توسيع مدارك العقل والقدرات الحسيّة، وتعلّم مهارات العمل اليدوي المفيدة، وإزالة السموم الفكريّة من العقل، وبخاصة التي تُنتج تصوّرات مشوهة عن الذّات.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي