الاثنين 16 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الطب البيطري في الكويت.. إلى أين؟
play icon
كل الآراء

الطب البيطري في الكويت.. إلى أين؟

Time
الخميس 29 فبراير 2024
View
161
sulieman

نظمت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ووزارة الداخلية حملة اخيراً للحدّ من توالد وتكاثر الكلاب والقطط في شوارع الكويت، وذلك بالتقاط أكبر عدد ممكن منها وتجميعها في مكان واحد، وفّرته وزارة الداخلية مشكورة لفريق طبي بيطري معظمه من الكوادر الكويتية الكفؤة في مجال الطب البيطري، لتعمل على إخصاء هذه الكلاب والقطط عبر عمليات جراحية سريعة وآمنة، في العديد من مناطق الكويت، وشوارعها الداخلية.
وكما أرى فإن ما فعلته هيئة الزراعة بالتعاون مع بعض الجهات المعنية بأمر الأمن والأمان في شوارع الكويت، يعتبرعملاً مشكوراً، خصوصا أنه يأتي بدلا من اقتراح قساة القلوب، أعداء كل ما هو غير الإنسان من الكائنات الحيّة، بإعدام الكلاب والقطط الضالة، أو قتلها بالسّم للخلاص منها نهائياً!
وما دام الشيء بالشيء يُذكر فإني أسأل هيئة الزراعة عن سبب عدم فتح أبواب حديقة الحيوان في الرابية للجمهور، بعد قفلها منذ تفشي فيروس "كورونا"، حتى اليوم، رغم أهميتها، للكبار والصغار، سواء بسواء؟
ايضا ما مصير الحيوانات والطيور الفريدة والنادرة الموجودة فيها، وكيف تتم مراعاتها داخل هذه الحديقة المغلقة، وإلى متى؟
إن عمل فريق من الطبيبات والأطباء البيطريين الكويتيين - على قلّتهم - على إخصاء العشرات، إن لم يكن المئات من الكلاب والقطط كي لا تتوالد، بدلاً من قتلها بالرصاص أو السم هو عمل طيب لأهميتها في الحياة الطبيعية؛ فقد خلقها الله تعالى؛ لتشارك الإنسان في استمرار الحياة الخصبة على ظهر الأرض، في كل زمان ومكان، ولا كائن في الدنيا يُخلق عبثاً.
فالأرض ليست للإنسان وحده، وعليه أن يتعايش بسلام مع غيره من مخلوقات الله لاستمرار الحياة الطبيعية فيها، بالتعاون معها أو خدمتها لتخدمه.
وهذه الغاية السامية لا يمكن أن تأتي من غير وجود الطبيبات والأطباء البيطريين لرعاية وعلاج الحيوانات والطيور (شريكة الإنسان في الأرض)، فهل يوجد العدد الكافي من الطبيبات والأطباء الكويتيين في الكويت، وهل أخذ، ويأخذ العدد القليل منهم فرصته ومستحقاته المادية والمعنوية، كي يفيد ويستفيد بما تعلمه في كليات الطب البيطري، فيسهم فعلياً بتنمية الثروة الحيوانية والداجنة، وتطويرها في الكويت؟
بناء على معلوماتي، ومن واقع معايشة واقع ابنتي الطبيبة البيطرية تمارا، ومن واقع معرفتي بالقلة القليلة من أطباء الكويت المعدودين فإنهم - وللأسف الشديد - لا يلقون التشجيع الحكومي الذي يستحقونه، لهذا هاجر منهم من هاجر؛ ليعمل في دول عربية مجاورة، وتقاعد البعض الثاني منهم فيما يعمل البعض الثالث في ظروف غير مشجعة على البذل والعطاء في الكويت؛ أملاً بالتفات الدولة اليهم، وتشجيعهم ليحيا الحيوان والطير حياة طبيعية ثرية مع شريكه في هذه الحياة، اي الإنسان!

عضو مجلس إدارة هيئة الزراعة سابقاً

حسين أحمد قبازرد

آخر الأخبار