السبت 26 أبريل 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الطُغْيانُ في النِّعمة عَاقِبَتُهُ مَحْفُوفَةٌ بِالخَطَرْ

Time
الاثنين 09 سبتمبر 2019
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الانفال 53).
يتجاوز بعض النفر المضطرب، فكرياً وسلوكياً، حدود ما هو معقول ومعتدل في استعماله للنِّعم المختلفة، والتي تَفَضَّلَ الله عز وجل عليه بها في حياته الدنيوية، وذلك لأسباب نرجسية خالصة، مثل الاعتقاد الخاطئ بأنّ النّعم ستدوم رغم عدم تقدير وشكر الانسان لها، وعمله على إدامتها بحُسن استعمالها في حياته الخاصة والعامة، واستنادا الى ما يحدث غالباً أثناء الانغماس في ملذات ومتع وشهوات الحياة الدنيوية التافهة، سيأتي يوم على من طغى في النعمة، وربما كفر بها والعياذ بالله، يتندم فيه على ما أقدم عليه في السابق من تصرفات نرجسية، وانغماس حاد في الملذات الدنيوية مع تجاهل ما تمليه النّعم من مسؤوليات أخلاقية.
بالطبع، لا يمكن أحياناً كثيرة إقناع الكافر بالنّعم بإعوجاج قوله، أو سلوكه الفاسد، وذلك لأنه يظن أنه يتكلم ويكتب ويتصرف وفقاً لما يعتقده في نفسه بأنه إنسان يتصرف بشكل طبيعي ومنطقي، ورغم المصائب والكوارث المدمرة التي يرتكبها في حق نفسه، وفيمن حوله بسبب طيغانه بالنعم.
من بعض أمثلة الطغيان في النّعمة، ولا سيما ما ستكون عَاقِبَتُهُ مَحْفُوفَةٌ بِالخَطَرْ، ما يلي:
- يؤدي الانغماس في تبديد النعم المادية عبر محاولة إشباع النزوات، والشهوات، والاهواء النرجسية إلى عواقب لا تحمد عقباها.
-إحدى أهم علامات الطغيان في النّعمة تتمثل في عدم الاستقرار على حال نفسية واحدة، وكلما زادت حدة الطغيان في النّعم زادت وتيرة التقلّب والشقلبات النرجسية.
-الاستماتة لفرض الوصاية الاخلاقية على الآخرين هي أسوأ أنواع الطغيان، وبخاصة إذا كان الضحية يَكُنُّ بعض الاحترام لمن يطغى في نعمة احترام من هم حوله له!
-ممارسة الفوقية واعتناق النظرة الدونية تجاه الآخرين المختلفين، عرقياً، أو دينياً، أو مذهبياً، أو فئوياً، أو ثقافياً، تبديد لنعمة إمكانية التواصل الانساني البناء والمثمر معهم.
-نهاية الطغيان في النعمة الاصابة بالكرب النفسي المتواصل، أو الاكتئاب، والتشاؤم المتكلف وسوداوية التفكير وكراهية النفس المُهْلِكة، والعياذ بالله.

كاتب كويتي
آخر الأخبار