د. حمود الحطابأظن، وبعض ظن تعني عَلِمَ، أظن وأعلم أيضا أن للتربية المدرسية الدور الاعظم في تكوين شخصية المتعلم الاخلاقية القيمية السليمة، ومن كل جوانبها؛ ولا تتوقف التربية المدرسية القيمية على منهج وكتاب؛ فلقد اصبحت تعني كتابا يعاد القاؤه من مدرس بأي شكل من الاشكال ثم يمتحن فيه المتعلم شكليا.لكن التربية لا تعني هذا ابدا؛ فهذه تربية تلقينية بائتة لا تأثير تربويا لها، ولا تفيد المجتمع بشيء يذكر؛ إنما التربية تعني البيداغوجيا إن فهمنا هذا المعنى الغائب عن ميدان التعليم. التربية تعني البناء الثقافي والفكري من خلال منظومة متكاملة من الفلسفة، والقيم، والفكر، وصناعة المدرس الكفء، والمنهج، والنشاط وطرق التدريس، والتقييم، والتقويم، والبناء، والانتقاء العلمي المقنن لمفردات التربية من خلال البيداغوجيا التكاملية.المدرس الذي لم يترب على الاخلاق، والقيم، والدين، والثقافة القيمية، والفكر والتعددية العلمية، والاخلاص والوطنية والانسانية... المدرس الذي هو بهذا النقص لن يستطيع ان يربي، ويكون القيم والاخلاق، ويبني الاتجاهات القيمية، ويحفظ المجتمع من شرور مستطيرة.المخدرات الفساد الاخلاقي، الاعلام غير المسؤول معاول هدم، بل ادوات بناء شيطاني غمرت المجتمع بشرورها، واذا لم تعمل الحكومة الاصلاحية، والمجلس الاصلاحي، على اعادة بناء الانسان من خلال التربية؛ فالمجتمع مقبل على شرور سلوكية لا نهاية لها.
كلمة أخيرة: وزارة "الاوقاف" بحاجة الى كل ما قلنا عن التعليم من بناء لأئمة الدين، وتعديل الخطاب الاعلامي الديني الذي بات شكليا باهتا لاتأثير له."الاوقاف" بحاجة الى نفضة وانتفاضة، من الخارج والداخل؛ نفضة وانتفاضة جادة وتنظيف، واعادة جدولة، واجندة للبناء القيمي والديني...غير التي نراها. المنبر الديني يحن لأمثال الشيخ حسن ايوب، رحمه الله.كاتب كويتي
[email protected]