الأحد 15 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

العلم هو أساس التطور والازدهار

Time
الثلاثاء 02 يوليو 2019
View
5
السياسة
حمد سالم المري

يعتبر العلم من أهم متطلبات تطور وازدهار الأمم، ولهذا كانت أولى آيات القرآن الكريم التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي قول الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم)، كما حثت السنة النبوية الشريفة على طلب العلم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «من سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهل الله له طريقاً إلى الجنة «. رواه مسلم.
ولا شك أن العلم المقصود هنا هو العلم الشرعي المرتكز على توحيد الله وإفراده بالعبادة وهذا لا يعني تجاهل العلوم الدنيوية، تعلم العلوم الدنيوية كالهندسة و الطب و غيرها من علوم قد تدخل في عموم الآيات و الأحاديث الشريفة التي تحث على طلب العلم إذا كان المقصود بتعلمها الإعانة على عبادة الله، ونفع الناس وعمارة الأرض، وقد سادت جميع الحضارات الإنسانية السابقة الأرض بسبب اهتمامها بالعلم وتسهيل كافة الطرق لتحصيله.،ولهذا فإن الاستثمار في التعليم ليس بخسارة إذا كان لهذا التعليم ثمار سوف يقطفها الوطن في المستقبل، فجميع الدول المتقدمة حالياً بدأت حياتها في التقدم والازدهار بالاستثمار في التعليم وبناء العقول قبل بناء المباني والجسور. اليابان مثلا عندما تعرضت لقصف صاروخي ذري من قبل الجيش الأميركي استسلمت فوراً ليس خوفاً من أميركا أو ضعفاً، فجميع الأحداث في الحرب اتثبت التفوق العسكري الميداني الياباني وشجاعتهم الكبيرة مما حدا بالولايات المتحدة أن تستخدم هذه القنبلة المدمرة لقلب موازين الحرب لصالحها، وقد كان استسلام اليابان ليقينها بأنها متخلفة صناعياً وعلماً عن الولايات المتحدة، مما جعلها تنغلق على نفسها وتستثمر أموالها في عقول شعبها وتعليمه بدلا من شراء الأسلحة، فأصبحت بعد ربع قرن من أكبر دول العالم تقنياً وتكنولوجيا.
ورغم أن شريعتنا الإسلامية تحث على طلب العلم ورفع الجهل، ورغم معرفتنا بأن الدول المتقدمة حاليا سبب تطورها اهتمامها بالعلم، إلا إننا في وقتنا الحالي نعاني من سوء مخرجات التعليم، فغالبية الطلبة رغم انهائهم المرحلة الثانوية والتحاقهم بالجامعة أو التعليم التطبيقي إلا أننا نجد كثيرا منهم لا يفرقون بين الألف الممدودة والألف المقصورة أو التاء المفتوحة والتاء المربوطة أو حرف ( ض ) و ( ظ )، و كتابتهم للغة العربية ضعيفة، وخطوطهم غير مفهومة، ومعلوماتهم العامة ضحلة، والسبب هو سوء مخرجات التعليم العام في البلاد رغم تحمل الدولة لتكاليف التعليم وصرفها لملايين الدنانير سنويا على التعليم، فوزارة التربية تضع مناهج دراسية قد لا تتناسب مع بعض المراحل الدراسية كما أن بعض المعلمين ضعفاء في فهم المنهج مما يجعلهم غير قادرين على إيصال المعلومات بشكل سلس وصحيح للطلبة.
والوزارة كذلك تعتمد بشكل كبير على جالية عربية لتعليم أبنائنا الطلبة، ومعروف عن هذه الجالية اعتمادها على الحفظ والتلقين، فقط دون الاهتمام بالفهم والاستيعاب، فنجد الطالب مجرد آلة تسجيل يحفظ ما يقوله المعلم ويكتبه في الاختبار دون فهم، وهذا يؤدي إلى ضحالة المعلومات لدى الطلبة وضعف الثروة اللغوية، وعدم القدرة على تحليل المعلومات، وربطها مع بعض حتى يكون قادرا على استيعاب العلوم التي يدرسها ويستطيع تطبيقها وتطويرها في حياته المهنية.
فيا وزارة التربية ابحثي عن الخلل الفعلي في ضعف مخرجات التعليم حتى تضعي الحل الصحيح لهذا الخلل وتصليحه مع اعتبار التعليم أمنا قوميا للدولة، والمساس به يعتبر مساسا بأمن الدولة، فرغم قيام الحكومة بتخصيص كادر مالي مميز للمعلمين ورغم توفيرها وتجهيزها للمدارس مجانا وصرفها لملايين الدنانير سنويا في التعليم إلا أننا لا نزال نعاني من ضعف مخرجات التعليم، فأين الخلل؟

كاتب كويتي
آخر الأخبار