الجمعة 02 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

العَقْلُ الْمُنْغَلِق: البُؤْسُ يُحِبُّ الصُّحْبَة

Time
الاثنين 07 مارس 2022
View
20
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

العقل المنغلق هو عكس عقل النمو، وضد العقل المنفتح، وهو عديم الجدوى ولا سيما في عالم اليوم المتغيّر، وذلك بسبب أن صاحب العقل المنغلق يعجز باختياره عن الخروج من دائرة ضيق أفقه، ويفتقد كذلك الرغبة في التغيير للأفضل، ليس بسبب وجود عجز عضوي أو ذهني لدى صاحب الشخصية المنغلقة، ولكن بسبب خوفه الشديد من مواجهة المستقبل، ومن بعض صفات صاحب العقل المنغلق، وبعض أسباب فشله في الحياة المتغيّرة، وكيفية اكتساب سمات عقلية مجاراة التغيير للأفضل ما يلي:
-الصفة الأبرز في شخصية صاحب العقل المنغلق في عالم اليوم، هي لومه المستمر للظروف وللأشخاص وللمؤامرات الكونية على اخفاقاته الشخصية، وعدم قدرته شبه الفطرية على لوم نفسه أو على الأقل نقدها بشكل متجرّد.
-الشخص البالغ صاحب العقل المنغلق شيفوني متمصلح، ونرجسي مريض، ويكاد يفيض عقله الضئيل فكراً وربما حجمًا بعقد النقص والدونية وكل أنواع الاختلال الفكري الغريب والفساد الروحي المقيت.
- يميل صاحب العقل المنغلق نحو المطابقة الاجتماعية السلبية، فهو لا يرغب في ممارسة التفكير الحر والمستقل والنقدي، وهو دائمًا "مع الخيل يا شقرا"، حتى لو كان غير مقتنع تمامًا بحكمة العقل الجمعي.
- بعض أبرز علامات الإصابة بمرض العقلية المنغلقة: الرؤية الشخصية لا تتجاوز ذِرْوَة الأَنْف، والميل نحو التلفّظ بكلام غير ناضج، ولا سيما في ظروف يُتطلّب فيها الرزانة وضبط النفس ومسك اللسان وبعد النظر، والشعور بالنقص الشديد أمام أصحاب العقول المستنيرة، وعدم الرغبة في الخروج من الصندوق الذهني المغلق خوفًا مما يوجد في العالم الخارجي المرعب.
- إذا رغبت في اكتساب سمات عقلية مجاراة التغيير للأفضل، فما عليك سوى النظر باستمرار الى أغلب ما تؤمن به من اعتقادات نفسية و"مبادئ" فكرية وسلوكية على أنها خاضعة دائمًا للتجارب وللبراهين المنطقية، وأنّ هدفك الأسمى في الحياة هو اعتناق عقلية النمو والتطوّر والتفتح والتغيير للأفضل.
-يميل البعض، إذا لم يكن أغلب أصحاب العقول المنغلقة، إلى السعي لإقناع الآخرين بجدوى وبحكمة وبرزانة "تفكيرهم" الضيّق، ذلك لأنّ الشقاء والبؤس والحزن صفات تحب الصحبة!

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار