الغُرُور... أسبابه وعواقبه الحتمية

د. خالد عايد الجنفاوي

يُعجب أحدهم بنفسه لدرجة مفرطة، فيبدأ باستصغار الآخرين ويتكبّر عليهم بسبب شعوره المخادع بالأهمية، لكنه سيقع حتما في أسوأ أعماله، فعواقب الغُرُور واجبة الحدوث بالضرورة، اليوم أو غدا، ومن بعض الأسباب والعواقب السيئة والأكيدة للغرور المفرط، نذكر ما يلي:
- أسباب الغُرُور: أسرع من يختال ويغتر بنفسه هو من يعاني شعورا متأصلاً بالدونية تجاه الآخرين، وبسبب تدني احترام المغرور لذاته، فستجده الأعجل سقوطا في مستنقع الغرور بسبب تخيله أن ما ينشله من شعوره بالهوان وبالضعف الداخلي القديم.
وربما بسبب نشأة المغرور في بيئة أسرية سيئة، وربما بسبب الشبع المفاجئ بعد الفقر الشديد والجوع الطويل.
بالطبع، بسبب بطر البعض وشعورهم أنهم يستحقون ما يتمتعون به حاليّا من نِعَم، مع أنه لا يوجد دليل منطقي حقيقي يثبت استحقاقيتهم للتمتع بِنِعَم، وأموال وممتلكات ربما لا يستحقونها، وربما لتوارث البعض الغُرُور والغطرسة من أهلهم، أو بسبب الخواء الروحي والأخلاقي في شخصية المغرور.
وربما بسبب كونه سابقا ضحية للتنمر وسعيه لاحقا للتعويض النفسي السلبي عن طريق التكبّر على الناس، ولاعوجاج البوصلات الأخلاقية والروحية في قلب وعقل المعجب بنفسه.
وربما لشغفه بملذّات الدنيا، ولزيف ثقته بنفسه، وربما لدناءة طبعه، أو لسفالة منشأه، وربما بسبب ترسّخ شعوره بالحقد الشديد على الأخيار وأصحاب المكانة الاجتماعية الثابتة، وربما بسبب توارثه لهذا الحقد الأسود تجاه من هم أقدم وأرفع منه قيمة اجتماعية، وربما بسبب كسبه لماله ولجاهه عن طريق الحرام أو بالكذب أو بالتزوير أو بالفساد.
- العواقب المُضِرّة للغُرُور: ميل المغرور الى التسرّع والطيش والهياط في أقواله وأفعاله حتى يقع يوما في أسوئها، لا سيما فيما سيحرمه بشكل غير متوقع ما جعله سابقا يغتر ويتغطرس ويتكبّر على أفاضل الناس، وربما سيؤدي الغرور الى فساد التربية الاسرية لذرية المغرور، وربما عقوقهم له لاحقا بسبب عجرفته وجفاف تعامله معهم عندما كانوا صغارا.
وسيفتقد المغرور القدرة على ممارسة التفكير السليم بسبب سيطرة الإعجاب المفرط بالنفس على عقله وقلبه، وكما كان الأسرع اِرتفاعا سيصبح وجوبا الأسرع سقوطًا، فتواضع تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi