الـ"سَّايْكُو" والتَّلاعُب النَفسِيّ

د. خالد عايد الجنفاوي

الـ"سايكو" كلمة مشتقة من مصطلح في علم النفس يصف الشخص السيكوباتي المعتل نفسياً وعقلياً، والتلاعب النفسي هو أي محاولة متعمدة يمارسها الشخص الـ"سايكو" للتأثير على إنسان آخر بهدف استغلاله لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الضحية، وهي كذلك أي خديعة فكرية أو عاطفية يستعملها هذا النوع من المتلاعبين المحترفين لإطاحة الآخرين في شباك نصبهم واحتيالهم، وبالطبع، ثمة إشارات وعلامات ودلائل ستكشف مبكراً ما إذا كان الانسان يقع تحت تأثير تلاعب نفسي يمارسه الـ"سايكو"، ومنها بعض ما يلي:
-أحدى أبرز علامات وقوعك ضحية لتلاعب الـ"سايكو" هي شعورك بالذنب وتأنيب الضمير حول تعاملك مع شخص معين من دون أن يتوفر لديك دليل منطقي واضح يبرر اعتناقك تلك المشاعر المزيفة، فالـ"سايكو" يسعى لوضعك في موقف نفسي حرج للغاية بهدف استغلالك.
-عندما تشعر أنك مضطر لقول ما أوعمل شيء تعرف في قرار نفسك أنه لا يعبر عن اعتقاداتك ومبادئك الأخلاقية، فثمة احتمال كبير بأن من يدفعك للشعور بهذا الأمر هو شخص "سايكو" في حياتك الخاصة، أو تتعامل معه في الحياة العامة.
-العلامة الأهم في شخصية الـ"سايكو" هي افتقاده الى أي نوع من التعاطف، أو تأنيب الضمير تجاه أقواله وأفعاله السيئة التي مارسها تجاه ضحاياه.
-السيكوباتية ليست مرضاً نفسياً، بل خلل واعتلال في العقل والنفس يرجع لأسباب جينية أو تربوية معينة.
-لا يمكن اصلاح الـ"سايكو" إطلاقاً، ولا يمكن حتى نصحه وإرشاده لسبب بسيط جداً وهو عدم اكتراثه بما ستقوله له، فما يدفعه دائماً هو دافع نفسي جهنمي لبسط سيطرته التامة على الآخرين.
-السيكوباتية سلوك منحرف يمكن أن يمارسه شخص نشأ وتربى في بيئة أسرية مثالية، بل ربما سيكون أكثر السايكوباتيين شراسة هم الذين يبد انهم نشأوا وترعرعوا في بيئة صالحة، وحيث يوجد دائماً خروف أسود وتفاحة فاسدة وسط بيئة صالحة!
-بعض صفات الـ"سايكو": جذّاب للغاية، ومتحدث لبق، ومهذّب بشكل مفرط، ويبدو لك كشخص مهتم بك تماماً، وبالطبع، فهو عكس ذلك تماماً، وذلك لأن الـ"سايكو" سيرفعك لمرتبة عالية حتى يتمكن من إسقاطك لاحقاً بشكل مُذهِل ومفاجئ.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi