المحلية
الكويت شيَّعت المفكر شفيق الغبرا
الأحد 05 سبتمبر 2021
5
السياسة
* الغانم: الراحل أكاديمي مرموق وإنسان خلوق* غانم النجار: ظلّ مكافحاً متفائلاً كعادته حتى مماته* حسن جوهر: خسرنا عالماً متميزاً لم يبخل بعطائه قط* عبدالله العذبة: كان دليلاً حياً على وحدة الوطن العربي* عبدالخالق عبدالله: مدافع عن حلم كل عربي بالديمقراطية* عبدالله الشايجي: مدافع عن الحريات وحقوق الإنسان * إيمان عياد: قلوبنا حزينة على فقد قلبه الجميل وفكره القيّم كتبت ـ سوزان ناصر:شيعت الكويت، أمس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والباحث والأكاديمي الكويتي الفلسطيني شفيق الغبرا، أمس، الذي فارق الحياة ،أول من أمس، عن عمر ناهز 68 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.وتقاطر سياسيون وأكاديميون وإعلاميون من داخل الكويت وخارجها، على تقديم العزاء في الفقيد الغبرا على منصات التواصل الاجتماعي أمس، يتقدمهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، الذي أعرب عن "خالص العزاء وصادق المواساة لعائلة الغبرا الكريمة بوفاة الدكتور شفيق ناظم الغبرا"، وقال إن الراحل "أكاديمي مرموق وإنسان خلوق".ويعد الغبرا، الذي ولد في مدينة الكويت (1953) لوالده ناظم الغبرا، طبيب القلب الكويتي القادم من مدينة حيفا في فلسطين بعد النكبة عام 1948، أحد أبرز الشخصيات السياسية والأكاديمية الكويتية، الذي لم تمنعه أصوله الفلسطينية من خوض غمار الحياة السياسية في بلده الكويت كأحد الأصوات المؤيدة للإصلاح والمطالبة بصلاحيات أكبر للبرلمان، وحل قضية البدون، إضافة لعمله الأكاديمي أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة الكويت التي عمل فيها حتى يوم وفاته، كما عمل رئيساً ومؤسساً للجامعة الأميركية في الكويت بين عامي 2003 و2006.ودرس الغبرا في مدارس الكويت قبل أن ينتقل لدراسة المراحل الثانوية في لبنان، ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على تعليمه الجامعي هناك من جورج تاون، ثم اتجه إلى لبنان (1975) وخاض تجربة نضالية مع الكتائب الطلابية حتى 1981، حينما عاد إلى الكويت، ومن ثم إلى الولايات المتحدة، حيث أكمل تعليمه الأكاديمي وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أوستن في ولاية تكساس عام 1987.وساهم الفقيد في العديد من الأنشطة السياسية والثقافية والأكاديمية في الكويت، ويعد كتاب "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت"، الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، أحد أهم إنتاجات الغبرا الفكرية، إذ وثق مسيرة الفلسطينيين في الكويت منذ مرحلة ما قبل النكبة وحتى الغزو العراقي للبلاد (1990)، والذي كان له أثر بالغ على الجاليات الفلسطينية في الكويت.كما كتب الغبرا سيرته الذاتية "حياة غير آمنة" التي وثق فيها مسيرته النضالية مع الكتائب الفلسطينية في لبنان، إضافة إلى كتابه "إسرائيل والعرب: من صراع القضايا إلى سلام المصالح" و"الكويت: دراسة في آليات الدولة والسلطة والمجتمع"، وشارك في برامج حوارية حول أحداث كثيرة مرت على الساحة العربية (الثورة الليبية) - أحداث سورية - مصر - تونس ..وغيرها.أما المناصب التي تولاها فهي: مؤسس (جسور عربية) للاستشارات والتدريب (2006)، الرئيس السابق والمؤسس للجامعة الأميركية في الكويت (2003-2006)، مدير مركز الدراسات الستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت (2002-2003)، مدير المكتب الإعلامي الكويتي في العاصمة الأميركية واشنطن (1998-2002)، كاتب منتظم في الصحافة العربية وعلى الاخص (صحيفة الحياة اليومية)، عضو الهيئة الاستشارية في مؤتمر فكر 9، رئيس تحرير مجلة العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت.كما حاضر الغبرا في عشرات الجامعات ومراكز البحوث والجمعيّات العالميّة. وله كتب وأبحاث، ومقالات ودراسات عديدة.وللراحل كتب عدة، منها: فلسطينيون في الكويت (الأسرة وسياسات البقاء)، من تداعيات احتلال الكويت، الولايات المتحدة والخليج: قراءة للمتغيرات الدولية ورؤية للمستقبل، حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات، الكويت: دراسة في آليات الدولة والسلطة والمجتمع، النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت.عزاء إلكتروني مفتوحوفي مشهد لعزاء الكتروني مفتوح، اتشحت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت بالحزن، أمس، على وفاة الأكاديمي والمفكر الكويتي البارز د.شفيق الغبرا، وأعرب كثير من المغردين على "تويتر"، من داخل الكويت وخارجها، عن مشاعر حزنهم البليغة على رحيله، واصفين رحيل الفقيد بأنه "خسارة كويتية وعربية وإنسانية". وتقدمت أسرة جامعة الكويت، التي كان الفقيد عضوا في هيئة تدريسها بقسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية سابقاً، "ببالغ الحزن والأسى من أسرة الفقيد"، معربة عن مشاطرتها الأحزان في الفقيد الكبير.وكانت ابنة الفقيد الأستاذه في قسم الإعلام جامعة الكويت، د.حنين الغبرا، قد نعت والدها إلى محبيه، في تغريدة على "تويتر"، قالت فيها: "انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي وحبيبي الدكتور شفيق ناظم الغبرا، لطالما كنت افتخر به، واليوم أودعه بعد صراع شديد مع المرض". من جهته، حيث قال الأستاذ في جامعة الكويت والنائب د.حسن جوهر: "يا أبا يزن.. خسرت الكويت بك عالماً متميزاً بعطائه العلمي حتى على فراش المرض العضال.. سوف نفتقد تلك الابتسامة الدائمة والشخصية المتميزة.. رحمك الله يا أخي العزيز والزميل القدير".ووصف النائب أسامة الشاهين رحيل الغبرا بقوله: "برحيل الدكتور شفيق الغبرا فقدت الكويت قامة علمية ومنارة فكرية كبيرة، أضاءت بشجاعة عندما اختار كثيرون الانزواء والانطفاء". بدوره، قال الأكاديمي د.عبدالله الشايجي: "عرفت المرحوم أ.د. شفيق الغبرا في برنامج الدكتوراه في جامعة تكساس، وزاملته 30 عاماً في قسم العلوم السياسة في جامعة الكويت"، ووصف الفقيد بأنه "أكاديمي متميز مدافع عن الحريات وحقوق الإنسان والحق الفلسطيني".كذلك سجل الأكاديمي د.غانم النجار مشاعر حزنه برحيل الغبرا، وقال: "في آخر مكالمة لي معه كان يقول: الامور تتحسن، مع انها لم تكن كذلك، لكنه كان كعادته مكافحا يغمره التفاؤل".ووصفت الأكاديمية د.شيخة الجاسم رحيل الغبرا بأن "فقدت الكويت والعالم العربي الأكاديمي صاحب الوجه البشوش والروح الحرة الدكتور شفيق ناظم الغبرا"، متقدمة بالتعازي الى أهله ومحبيه.من جانبه قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: إنه "عرف الغبرا مدافعاً عن حلم كل عربي بحياة ديمقراطية حرة، ومن أكبر المدافعين عن الربيع العربي"، وأشار في تغريدة له بـ"تويتر"، إلى أن "الابتسامة لم تكن تفارقه، وكتابه (حياة غير آمنة) من أفضل كتب السيرة الذاتية".مشاعر الإعلاميينوعلى الضفة الإعلامية، التي كان الغبرا أحد أبرز عناصر المشتغلين في حقلها، قال وزير الإعلام السابق والإعلامي سعد بن طفلة: "وداعا يا صديقي، وداعا يا زميلي الأكاديمي بجامعة الكويت. وداعا يا نظيري حين كنت مسؤولا عن الاعلام الكويتي بواشنطن، وأنا كنت نظيرك بلندن. وداعا يا صوتا دافع عن الكويت سنين طويلة".وقال رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبدالله العذبة عن الفقيد: "كان رحمه الله دليلا حيا على وحدة الوطن العربي فهو ينحدر من فلسطين المحتلة ومن حيفا الأبية تحديدا، وكان إضافة كبرى لفكر الأمة العربية".من جهتها، قالت الإعلامية بقناة الجزيرة إيمان عياد: "تُنكس قلوبنا حزنا على فقدان د.شفيق الغبرا، غزاه المرض دون أن يمس قلبه الجميل وفكره القيّم وإرادته الصلبة.. صاحب الوجه البشوش والأثر الذي لايزول غادرنا لكنه ترك بيننا إرثا علميا وفكريا لا ينضب".أما الإعلامية ديمة الخطيب، فقالت: "يندر أن تتعرف على شخص مثل د.شفيق الغبرا. لن يفيه حقه أي كلام. أعرف أني كنت محظوظة جداً لأني رزقت بصداقته على مدى سنوات. فكان دائماً منبع الأمل وسط الإحباط العربي العام، يتوسم خيراً في موجات قادمة وحتمية للقضاء على الاستبداد في المنطقة. كانت روحه تحب الحياة حباً لم ينضب". إلى ذلك، وصف الاعلامي جلال شهدا الفقيد بقوله: "كان مؤمنا بالديمقراطية، مدافعا عن حقوق الانسان وحرية التعبير، محللا مقنعا محترفا متوازنا، فاهما متفهما، مفوها، خلوقا، بشوشا، محترما محاوره مقدرا دور الاعلام".ومن الاردن، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: "في شفيق الغبرا، الأكاديمي والكاتب والمناضل، تجسّدت وحدة جميلة، فهو الفلسطيني الكويتي، والكويتي الفلسطيني الذي أحبه الكويتيون والفلسطينيون، وحظي باحترام كل من عرفه وقرأ له".بدوره، قال الباحث في الشؤون السياسية د.صالح النعامي عن الغبرا: "الأكاديمي والباحث الكويتي الفذ الخلوق الذي حمل هموم أمته ودافع عن فلسطين وقضيتها بعزم ومثابرة أخلاقية تُحتذى".ووصف الكاتب السوري أحمد أبازيد الراحل، وقال: "رحل شفيق الغبرا، المثقف والمناضل والثوري، قرأت مذكراته عن رحلته في الكتيبة الطلابية في لبنان، ثم التقيته بعد ذلك، كان دمثاً ومتواضعاً ومعلّماً، ما زلنا نعيش حياة غير آمنة، وما زلنا جيل الأحلام والإخفاقات".وزير الإعلام معزياً: الأسرة الأكاديمية فقدت رائداً بارزاًنعى وزير الاعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ببالغ الحزن والأسى الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور شفيق الغبرا، الذي وافته المنية أول من أمس، عن عمر ناهز 68 عاماً، مؤكدا أن الأسرة الاعلامية والأكاديمية في البلاد فقدت برحيله أحد أبرز روادها. واستذكرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الإعلام انوار مراد في بيان أمس، إسهامات وإنجازات الفقيد الذي شغل مناصب عديدة في مختلف المجالات، من ضمنها مدير المكتب الإعلامي الكويتي في العاصمة الأميركية واشنطن 1998-2002، ورئيس تحرير مجلة العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت سابقا، وكاتب منتظم في الصحافة العربية، لافتة الى ان الغبرا حاضر في عشرات الجامعات ومراكز البحوث والجمعيّات العالميّة وله كتب وأبحاث، ومقالات ودراسات عديدة.وأعربت مراد عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد والأسرة الاعلامية والأكاديمية التي فقدت برحيله أحد أبرز روادها، سائلة الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.آلمنا المصاب"السياسة" التي آلمها المصاب برحيل د.شفيق الغبرا، تتقدم من أسرة الفقيد بأحر التعازي، سائلة المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان.رحيل صاحب التواضع الجميلقالت المحامية ومؤسسة مكتبة "صوفيا" رزان المرشد: "حين قدّم استقالته من الجامعة قال لي: والله لولا المرض لأكملت في التعليم حتى آخر يوم في حياتي، وأهدى كتابه الأخير"دراسات نظرية حول العلوم الاجتماعية" لطلبته في جامعة الكويت بهذا التواضع الجميل".