

الكويت لن تكون وطناً بديلاً للفلسطينيين
حسن علي كرم
في الجلسة الخاصة لمجلس الامة لمناقشة الحرب في غزة، ومن ضمن المقترحات العاطفية مقترح منح اقامة دائمة، او طويلة، للفلسطينيين المقيمين حالياً في الكويت، وللاسف ان مثل تلك المقترحات لا تنم عن تبصر لمآلاتها المستقبلية.
ابان الغزو العراقي الغاشم وحرب تحرير الكويت، تقلص الوجود الفلسطيني في الكويت الى دون ثلاثين الفا، بعد ان كانوا قبل ذلك مثل عدد المواطنين.
بعض هؤلاء توافرت لهم شروط الاقامة باعتبارهم لم يدنسوا ايديهم بالتآمر على الكويت مع الجيش المحتل، وغالبيتهم كانوا عوائل، فيما تم الاستغناء عنهم في اعمالهم، لا سيما في حقل التعليم، والقطاعات الامنية، الا انه مع تدهور مستوى التعليم في المدارس الحكومية، عاودت وزارة التربية التعاقد مع المدرسين الفلسطينيين حاملي الجنسية الاردنية، او الغزاويين الذين يحملون الهوية المصرية.
الان عدد الفلسطينيين يفوق الارقام السابقة، ربما ببضعة الاف. نحن لسنا ضد الفلسطينيين، حتى وان تآمروا علينا وتعاونوا في لحظة المِحنة مع جيش الاحتلال، لكن وجودهم كمقيمين يختلف في الظرف الحالي.
الفلسطينيون قبل الغزو الغاشم كانوا يتصرفون في الكويت كأنهم ليسوا مقيمين، بل كان نفوذهم اقوى من نفوذ المواطن الكويتي، كانت كل الدوائر الحكومية ابوابها مفتوحة لهم، وكان لمنظمة التحرير جيشها وشرطتها وكانوا، وكان اي كويتي يمر خطأ في الشارع الذي يقع فيه مقر منظمة التحرير يتم ايقافه، واستجوابه، وربما اعتقاله.
كان الفلسطينيون باختصار يشكلون دولة داخل الدولة، من هنا يفيد القول: ماذا اذا منح الفلسطينيون مجدداً اقامات دائمة، فلو افترضنا ان عددهم في الظرف الحالي 60 الفاً، كم سيصل عددهم بعد عشر سنوات؟
الفلسطينيون معروفون بكثرة الولادات، اذ ان متوسط الاسرة الفلسطينية عشرة اولاد واب وام، فذلك يعني ان عددهم سوف يقفز الى نحو الربع مليون انسان في بضع سنين،فيما الكويت تعاني حالياً من الزحمة السكانية وبطالة مواطنيها، وحكومتها في "حيص بيص" كيف توفر فرص عمل للمواطنين وخريجي جامعاتها.
الوضع الكويتي لا ينبغي ان نصفه "زودي"، تجار العقارات وملاك الابراج العالية لا يعجبهم تسفير المخالفين، ويطل شاهبندر التجار من حين الى آخر على الاعلام ينتقد الاجهزة الامنية التي تسفر المخالفين لا للانسانية الرقيقة، ولكن لا يريدون ان تخلو عماراتهم وابراجهم من ساكنيها المخالفين.
ان الفلسطينيين لا وطن لهم الا فلسطين، وتهجيرهم من ديارهم لا ينتج الا مزيدا من الحروب، وهدم البيوت على رؤوس الابرياء.
لقد اتخذت الكويت في الحرب الاخيرة موقفاً جيداً، فما بين تقديم المساعدات للغزاويين من ناحية، الى عدم الاندفاع والانحياز لاي جانب.
الكويت يجب ان تنأى بنفسها عن مشكلات لا تخدم مصالحها، وفي الدرجة الاولى امنها، من هنا اقول لن تكون الكويت وطناً بديلاً للفلسطينيين.
صحافي كويتي