الثلاثاء 13 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الكويت والمغرب... علاقات بلغة الأرقام

Time
الخميس 01 أغسطس 2019
View
5
السياسة
بسام القصاص

بمداد من الفخر والاعتزاز أسطر كلماتي عن علاقة ستراتيجية مهمة في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفق الرؤية المشتركة للبلدين الشقيقين، الكويت والمغرب.
بداية تجب الإشادة بمستوى العلاقات الأخوية التاريخية المغربية- الكويتية والشراكة الستراتيجية بين البلدين الشقيقين، بفضل الإرادة السياسية والعزيمة الراسخة لقائدي البلدين، منذ القدم، حيث إن العلاقات بين البلدين لها خصوصية متميزة، والتي تترجم الصلة الأخوية الوطيدة بين القيادتين في البلدين الشقيقين منذ أن دشن تأصيلها الرسمي، المغفور له بإذن الله، محمد الخامس، عندما حل ضيفا عزيزا على أخيه الأمير الراحل، طيب الله ثراه، الشيخ عبدالله السالم وإخوانه في الكويت في 30 يناير 1960، واستمرت طوال هذه العقود، وتنعم هذه العلاقة حاليا برعاية كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، للدفع بالعلاقات الثنائية إلى المستوى المنشود للتعاون في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة.
وحقيقة لكل ذي عينين، فإن العلاقات بين البلدين في تطور مستمر منذ عقود من الزمن، ولعل أبرز المحطات بين البلدين بدأت من أول الشراكة التنموية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في عام 1965، وأعقبها في عام 1976 البدء في الشراكة الاستثمارية التي لا تزال متواصلة بالخير على البلدين والشعبين.
والعلاقة بين أي بلدين تبنى في الأساس على المواقف، وكان لوقوف الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، مع الحق الكويتي إبان الاحتلال الغاشم عام 1990 أثر حقيقي عبر عن أصالة هذا القائد ومناقبه الخيرة وإجادته مبادئ الحق والعدل التي يؤمن بها المغرب.
وبنظرة فاحصة للعلاقات الكويتية - المغربية نجدها تعكس علاقة القيادة السياسية للبلدين والحكومات والشعبين الشقيقين، والتي أصبحت نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية عبر التواصل والتشاور والتنسيق في جميع
القضايا.
وبلغة الأرقام التي لا تكذب نجد أن حجم الاستثمارات الكويتية في المغرب بلغ 1.7 مليار دولار، ما يعكس الثقة في السياسة الاقتصادية للمغرب، إضافة إلى الشراكة الستراتيجية التنموية المتمثلة في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبر 40 قرضاً ومشروعاً تنموياً غطت العديد من القطاعات الحيوية في المغرب، إلى جانب الدعم المخصص من الكويت بمقدار 1.25 مليار دولار ضمن الالتزام المقدم من دول "مجلس التعاون" الخليجي لدعم المشاريع التنموية في المغرب الذي استكمل في نهاية عام 2017. إذ بلغت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين 58 اتفاقية ومذكرة تفاهم في كل مجالات التعاون، إضافة إلى ست وثائق ما بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل.
وقد تعززت العلاقات بين البلدين بانعقاد أشغال الدورة التاسعة للجنة العليا المغربية- الكويتية المشتركة بالكويت في الفترة من 7 إلى 9 أبريل 2019، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم مهمة، تدل على ثقة الكويت في قدرات المغرب واستقراره السياسي ومؤهلاته الاقتصادية وبدعم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والهيئة العامة للاستثمار.
وفي المجال الثقافي، هناك تعاون وتنسيق بين سفارة المملكة المغربية بالكويت، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من أجل التحضير لتنظيم أسبوع ثقافي مغربي بالكويت قبل نهاية السنة الحالية.
كما يتطلع البلدان الشقيقان بأمل كبير إلى إعادة فتح خط جوي مباشر بينها في أقرب الآجال بين الكويت والدار البيضاء، وذلك لدوره الكبير في إنعاش التعاون التجاري والاقتصادي والسياحي بين الشقيقين
الكويت والمغرب.
ومن كل ما سبق أؤكد أن البلدين يتطلعان إلى تعزيز شراكتهما بما يجسد مصالح شعبيهما، ويحقق طموحاتهما في التقدم والازدهار، وحرص قيادتي البلدين على الرقي بالعلاقات الثنائية.
كاتب مصري
آخر الأخبار