الكويت وقطر.. علاقات عميقة ومتميزة تحظى برعاية واهتمام القيادتين الحكيمتين للبلدين

تمتاز العلاقات الكويتية - القطرية بعمقها وتناغمها ورسوخها في مختلف المجالات وتطابق في الرؤى حول مختلف القضايا على المستوى الخليجي والعربي والدولي وذلك بفضل حكمة ورعاية واهتمام قيادتي البلدين الشقيقين. وتعتبر العلاقات الكويتية - القطرية نموذجا مميزا اذ ارتبط البلدان بعلاقة مميزة وسمات مشتركة بنيت على هدف مشترك لتحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال شعبيهما. ومرت العلاقات الكويتية - القطرية بمحطات مضيئة على مدار تاريخها المشترك بالإضافة الى علاقات القربى والنسب والجوار بين البلدين. ومن معالم خصوصية تلك العلاقات عندما وجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإطلاق اسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل على مشروع طريق المحور (محور صباح الأحمد). ويمثل مشروع (محور صباح الأحمد) شريانا حيويا جديدا للطرق بدولة قطر ويمتد من جنوب الدوحة إلى شمالها وذلك تعبيرا عن شكر قطر وحبها وامتنانها للأمير الراحل بمواقفه المشرفة تجاه وطنه وأشقائه العرب وأمته الإسلامية على امتداد العالم. وشكل هذا التدشين دلالة على مكانة ومنزلة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله في قلب قطر أميرا وحكومة وشعبا كما جاء هذا التدشين متزامنا مع مشاركة دولة قطر لدولة الكويت الاحتفالات بالذكرى ال58 لعيدها الوطني والذكرى ال28 لتحريرها. وفي موازاة تبادل الزيارات الرسمية والأخوية بين قيادتي البلدين على مدار عقود تشهد العلاقات القطرية - الكويتية طفرات واسعة في النمو والتطور حيث يشمل التعاون بين الطرفين جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والسياحية والفنية. وتجلت مواقف قطر المبدئية والمشرفة تجاه الكويت بأبهى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي حيث وقفت قيادة وشعبا مع الحق الكويتي كما ان صحيفة (الشرق) القطرية أول صحيفة عربية تنشر عن غزو الكويت عام 1990 بعد وقوعه بساعات في طبعة مسائية استثنائية أصدرت خصوصا لتغطية الغزو العراقي الغاشم. وشهد البلدان في يونيو عام 2002 تأسيس لجنة عليا مشتركة من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين تغطي كافة مناحي التعاون والبحث عن آفاق أرحب للتآخي بينهما. وفي نوفمبر من عام 2020 عقدت اللجنة دورتها الخامسة عبر تقنية الاتصال المرئي وجرى خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي وتعزيز التعاون وتحقيق المزيد من التكامل في مختلف القطاعات وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك كما جرى توقيع خمس مذكرات تفاهم للتعاون بين البلدين في عدد من المجالات. كما انه من المزمع عقد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة الكويتية - القطرية خلال النصف الأول من العام الجاري في الدوحة. ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا متواصلا حيث تم تدشين خط ملاحي بين ميناء (حمد) وميناء (الشويخ) في أغسطس عام 2017 وكان له دور محوري في مضاعفة حجم التبادل التجاري إضافة الى خدمة نقل البضائع خاصة المواد الغذائية وغيرها بين البلدين بشكل منتظم. ووقع البلدان الشقيقان عام 2020 اتفاقية طويلة الأمد لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما تبدأ من 2022 إلى نهاية عام 2036 تعزيزا للعلاقات التجارية بين البلدين. وهناك العديد من الشركات الكويتية العاملة في السوق القطري حيث ذكر رئيس مجلس إدارة غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني في ملتقى الأعمال القطري - الكويتي الذي عقد عام 2020 بدولة الكويت ان حجم التبادل التجاري حقق قفزة كبيرة في عام 2018 مسجلا 3ر4 مليار ريال قطري (نحو مليار دولار) مقابل 5ر2 مليار ريال (نحو 700 مليون دولار) في عام 2017 بنسبة نمو قياسية بلغت 72 بالمئة. وواصلت التبادلات التجارية تطورها في عام 2019 حيث بلغت قيمتها نحو 1ر3 مليار ريال (نحو 851 مليون دولار) بنهاية الربع الثالث من العام الماضي مقابل 8ر2 ريال (نحو 769 مليون دولار) لنفس الفترة من عام 2018 بنمو نسبته 11 بالمئة. وأشار أيضا الشيخ خليفة بن جاسم الى أن التعاون التجاري والاقتصادي بين قطاعات الاعمال في البلدين أثمر وجود نحو 635 شركة قطرية - كويتية مشتركة تعمل في السوق القطري. وفي مجال التعاون العسكري بين البلدين بلغ عدد المنتسبين من الطلبة الضباط الكويتيين الدارسين في الكليات العسكرية في دولة قطر الى 41 طالب ضابط وتخرج 14 طالب ضابط من منتسبي الحرس الوطني الكويتي في يناير الماضي من كلية (احمد بن محمد العسكرية) القطرية. ويتلقى العديد من الطلبة الكويتيين بدولة قطر التعليم حيث يدرس ما يقارب 70 طالبا في قطر ما بين مبتعث ودارس على نفقته الخاصة. وكان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والوفد الرسمي المرافق لسموه غادر بحفظ الله ورعايته أرض الوطن صباح اليوم متوجها إلى دولة قطر الشقيقة وذلك في زيارة دولة.