سعود السمكةالمنطقة أمام ظرف استثنائي في خطورته والأجهزة المعنية في الدولة جميعها تقف في حالة استعداد وجهوزية تحسبا، لا سمح الله، لأي طارئ، والحكومة بطبيعة هذا الظرف الطارئ تعيش حالة استنفار، واجتماعات متواصلة لمتابعة الأجهزة المعنية في الدولة ذات الصلة بجميع الأنشطة.إزاء هذا الظرف الذي يفرض على الجميع الاستعداد وأخذ الحيطة والحذر، والتحلي بأقصى درجات المسؤولية الوطنية والابتعاد عن كل أمر من شأنه أن يشتت الجهد، ويكسر الإرادة بتفاهات واستعراضات يراد من ورائها تكسب انتخابي رخيص، يأتي هذا النائب ليهدد باستجواب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ خالد الجراح، ثم يتبعه باستجواب آخر لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، على قضية هو يعرف قبل غيره أنها قضية خاسرة.هل هذا وقته؟! هل هذا معقول، هل هذه هي المسؤولية الوطنية هل هذا هو دور النائب الوطني الذي عليه واجب الوقوف مع حكومته صفا واحدا يدا بيد وقلبا واحدا؟
ألا يستوجب الأمر أن نستشعر جسامة المرحلة، بما تحمله من إرهاصات وتحديات قد تشعل المنطقة، لا سمح الله، بحمم من التداعيات التي لها أول وليس لها آخر، وأنت يا سعادة النائب تريد أن تشغل الأمة والبلاد وتضع العصا في دولاب الجهد الحكومي المكرس اليوم لمواجهة هذا الظرف الاستثنائي، والاستعداد لصد خطورته؟ أهذا معقول؟إن الكرة اليوم في ملعب جميع النواب، فهم جميعهم عليهم ان يستشعروا جسامة المرحلة، وما تحمله من مخاطر على البلاد والمنطقة بأسرها، وبالتالي فإن المسؤولية الوطنية تتطلب من كل نائب أن يتحملها، إذ إن هذه المسؤولية ليست كلاما مرسلا، بل مواقف وأفعال في الظروف الاستثنائية التي تتطلب من الجميع رص الصفوف والتلاحم وترحيل أي تباين في وجهات النظر والشد والجذب، كما أنه مطلوب من جميع النواب الوقوف في وجه أي محاولة عبثية الغرض منها تشتيت الجهد وبعثرة العمل، فالوضع غاية في الخطورة، ويتطلب حصر جهد أنشطة الدولة برمتها لمواجهة ما نعيشه اليوم من هذا الظرف الاستثنائي، وهذا يتطلب من الجميع مجلسا وحكومة وشعبا الوقوف صفا واحدا لتحمل المسؤولية التي تتطلبها المرحلة، وان يقف جميع النواب في وجه أي نائب يحاول الاعتداء على هذه المسؤولية في محاولة لخلط الاوراق، وتشتيت الجهد على قضايا شخصية تافهة، لا تستحق الوقوف عندها في الاوقات والظروف الطبيعية، ناهيك عن هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه اليوم والذي ينذر بمخاطر جسيمة لا سمح الله.إننا نناشد جميع النواب أن يضعوا جل نشاطهم وجهدهم في صف الوطن، إذ الوضع لا يقبل التهاون والمزايدات والمماحكات، وبالذات الاستجوابات العبثية، والا فان التاريخ لن يرحم، وهو شاهد ويسجل ما لكم وما عليكم، والخاسر فيكم من يتخلى عن مسؤوليته في هذه الاوقات الصعبة ازاء الوطن وينحو منحى دغدغة المشاعر والمزايدات الانتخابية."اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد".