كل الآراء
اللَّهُمَّ لا حسد ... اللَّهُمَّ زِد وبارك
الأربعاء 26 سبتمبر 2018
140
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوييصعب على الحاسد نطق الكلمات الجميلات واللطيفات والخفيفات على اللسان: "اللَّهُمَّ لا حسد، اللَّهُمَّ زِد وبارك،" لأنه ببساطة لا يستطيع تجاوز كراهيته الشديدة -الفطرية أو المكتسبة- تجاه من يشعر أنهم أفضل منه أو أكثر تمتعاً بالنعم. ولا يستطيع الحاسد الغبي التغلب على رغبته الدفينة في تمنى زوال نعمة الشخص الآخر وذلك لأنه برمج عقله وقلبه المريضين على عدم تمنى الخير للآخرين- مهما كان الخير أو الفضل أو التميز بسيطاً لدى المحسود- وعندما يطغى الحسد في بيئة معينة، يجدر بالانسان السوي تعويد نفسه وقلبه وعقله ولسانه على الدعاء للآخرين بأن يزيدهم الله عز وجل من فضله ،ويبارك لهم ما لديهم من نعم مختلفة، وذلك لأن ردة الفعل المنطقية والاخلاقية في سياق ملاحظة النعم لدى الآخرين يجب أن تكون دائماً ردة فعل ايجابية، وبخاصة إذا رغب الانسان السوي بأن يرزقه الله عز وجل بنعم وبأفضال مشابهة، والأسوأ حول الكائن البشري الحاسد هو تمنيه زوال نعم الآخرين مهما كانت، فإذا كان أبناء الحاسد فاشلين باختيارهم، تمنى الحاسد النرجسي فشل أبناء الآخرين، وإذا كان الآخر يتمتع بمهارات معينة، تمنى الحاسد زوالها لعجزه عن اكتسابها، وإذا كان المحسود يتمتع بقبول وربما بحب أو باحترام الآخرين، شعر الحاسد بالحسرة الشديدة وذلك بسبب فشله في الحصول على ذلك القبول الفطري والمحبة في قلوب الناس. وبالطبع، لا يتعلم الحاسد من تجاربه الكارثية في الحسد، فهو يرى ويلاحظ ويشهد بشكل شبه يومي تدهور حاله وأوضاعه الشخصية وربما فساد علاقاته الاسرية والاجتماعية بشكل متواصل بسبب انغماسه في الحسد ،ولكنه يرفض الاستفادة من تجاربه، ويستمر يقع في نفس الأخطاء التي ترافق الحسد واختزان البغضاء في القلب تجاه الناس. وحيث يتصف الحاسد والعياذ بالله بامتلاكه جلداً خشناً شبيها بجلد التمساح، فلا تنفع معه النصيحة ولا هو يتعظ بالكوارث الاخلاقية والنفسية والفعلية التي يسقط فيها طوال الوقت وذلك بسبب حسده المرضي، والسوي هو من يسري على لسانه دائماً كلمات ما شاء الله، واللهم زد وبارك.كاتب كويتي