حسن علي كرمفي سؤال خلال مجلس الامة السابق سأل النائب السابق محمد الحمدان وزير الداخلية، انذاك، الشيخ محمد الخالد عن" 1500 كويتي يترددون على المحافل الماسونية في لبنان وغيره من البلدان التي يوجد بها محافل، فهل هناك كويتيون ينتمون للمحافل الماسونية في لبنان او في غيره من البلدان"؟بعد تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي زرتُ لندن، ودخلت احدى المكتبات، حيث وقع نظري وانا اتجول عبر عناوين الكتب على كتاب اثار عنوانه انتباهي، اذا ليس عنواناً عادياً، وهو وفق ما اتذكر "اسماء الكويتيين الماسونيين" فتناولتُه واخذتُ اقلب صفحاته، فوجدتُ اسماء مواطنين من الوزن الثقيل، اثرياء وسياسيين وتجار، وكلاء سيارات والكترونيات، لا سيما الحاملة ختم صنع في" USA"، لكني قلت لنفسي ربما هذا الكتاب احدى الدعايات العراقية المسمومة من تداعيات الحرب والغزو على الكويت وخسارتهم الحرب. لكن سؤال النائب الحمدان اعاد الى ذهني الكتاب وما احتواه من اسماء، وما اثارني اكثر تجاهل وزير الداخلية، انذاك، الرد على السؤال او ربما اجاب الا انه تم حفظه، بذريعة غير قابل للنشر باعتباره سرا من اسرار امن الدولة، التي لا ينبغي ازاحة الغطاء عنه وتداوله.في لقاء عبر شاشة القناة الفرنسية"فرانس 24 "العربية، اجرى الاعلامي وسيم الاحمر لقاء مع الكاتب الفلسطيني صقر ابو فخر، الذي هو من كبار القياديين الماسونيين في لبنان، وواضع كتاب ضخم عن الماسونية، اعتقد انه ممنوع بالكويت، من جملة الامور التي قالها ابو فخر ان الراحل الدكتور شفيق الغبرا الذي كان استاذاً في الجامعة الاميركية بالكويت، كان طلابه يسألونه عن الماسونية، وكان يقول لهم اقرأوا عنها، وهذا قد يدل على ان المرحوم الغبرا كان ماسونياً وعضواً في محافلها، والله اعلم.السؤال الذي ربما يخطر على بال الانسان لا سيما المواطن الكويتي، ليس اذا كان هناك ماسونيون كويتيون، إنما هل هؤلاء يشكلون خطراً على امن واستقرار البلاد،او هل هناك محفل سري كويتي يجمع هؤلاء، وكم عددهم في الوقت الحالي، بعد ما كانوا قبل بضع سنوات 1500؟السؤال الاخطر: هل جميعهم كويتيون ام هم خليط من مواطنين ومقيمين عرب واجانب؟ان ما نعرفه، والذي كشف عن نفسه المرحوم عزت جعفر خلال لقاء مع "تلفزيون الكويت"، انه كان ماسونياً، الا انه خرج منها، لكن هل هذا معناه انه لا يوجد ماسونيون غيره؟ وفقا ما كان ينقل في نطاق محدود: نعم كان هناك ثمة اسماء كبيرة ومؤثرة، سياسيون وقياديون، فهل توارث ابناؤهم عنهم الماسونية؟السرية التي تكتنف الماسونية ومحافلها المنتشرة في انحاء العالم، لاسيما في البلدان العربية، لان هناك من يعاديهم بزعم انها فكرة يهودية للسيطرة على العالم، فيما هناك من ينفي عنها اليهودية او معاداة الدين او الجنسية، وان الماسونية ظهرت قبل ظهور اليهودية، والماسونيين-البنائين- مسالمون ولا يضمرون العداوة للاخر. لكن الغرابة ان اعضاءها جلهم من الطبقات الثرية، تجار وسياسيين وقادة ورجال دين ومفكرين، ففي اوائل القرن الماضي واواخر القرن التاسع عشر ظهرت طبقة من هؤلاء نعتوا بالماسونية، مثل الزعيم التركي مصطفى اتاتورك، وشيخ الازهر محمد عبده والافغاني وجرجي زيدان، والمسرحي السوري ابو ونوس الذي هاجر من سورية الى القاهرة، وغيرهم.من هنا نستطيع ادراك ان الماسونية او افكارها متغلغلة في الذهنية العربية، لاسيما النخبة المثقفة، هذا مع العلم ان الماسونية والـ"روتاريا" اسمان منشقان من مصدر واحد، فجميعهم يزعمون انهم يحملون راية السلام والانتماء للمجتمع الانساني، ولا يعادون الاديان او الانتماءات الاخرى. ربما الماسونية في الخليج تتحرك في الخفاء الا ان للروتارية انتماءات ورتبا ومقرات في بعض العواصم الخليجية، كما هي الحال في لبنان ومصر وربما بلدان شمال افريقيا، من هنا نستطيع ان نقول ان الخليج والكويت تحديداً ليسا خارج انتماءات العالم، فكلنا من هذا العالم، ومهما حاولنا دفن رؤوسنا للهرب من الحقيقة لكنها تلاحق المرء الى قبره،وعليه لا يخيفنا اذا حمل البعض أفكاراً ماسونية او كان عضواً في محفل، انما الخوف من تأثيرهم السياسي وفرض او احتكار العمل فيها، واحتكار الانشطة الاقتصادية والتجارية، وهو امر واقع، وافقنا ام لم نوافق، بل تجاوز من احتكار الوكالات التجارية الى احتكار الاراضي والعقار، الامر الذي قفزت باسعارها الى ارقام جنونية، فيما الحكومة تتفرج، وكأن الموضوع خارج يدها!اذا صح ان هناك محفلا ماسونيا كويتيا فعلى الحكومة ان تكشف هوية هؤلاء، فلا يخيفنا وجودهم، لكن يخيفنا اذا فرضوا انفسهم وصادروا مفاصل الدولة لانفسهم واتباعهم، في بعض البلدان لم تعرف هوية الماسونيين الا حين اعلنوا عن انفسهم، فلماذا يخفي ماسونيو الكويت وجوههم وانتماءاتهم؟صحافي كويتي
[email protected]