كتب -جمال بخيت :ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ25، افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش معرض القرين الشامل في قاعتي أحمد العدواني والفنون في ضاحية عبد الله السالم، كما تم الإعلان عن الفائزين في مسابقة عيسى صقر الإبداعية.شارك في المعرض 56 فنانا وفنانة قدموا 137 عملا تشكيليا، بين التصوير والنحت والخزف، وغير ذلك من الإبداعات التي تشي بالكثير من العمق الفكري، والتواصل مع مواضيع مأخوذة من الواقع تارة ومن الخيال تارة أخرى، من أجل الوصول إلى مستويات فنية جذابة، تبرز الكثير من الجوانب المتعلقة بالإنسان في مختلف تحولاته وأحواله.يميز المعرض تلك المشاركات الفنية التي جاءت من مختلف الأجيال الفنية ،سواء للرواد أو الكبار أو الشباب، بالإضافة إلى أعمال لفنانين واعدين، ينطلقون بأعمالهم في مساحة واسعة من الخيال الخصب، وهذا التميز أسهم في جعل المعرض في حالات متجددة، وفي الوقت نفسه متواصلة مع الزمان الماضي والحاضر والمستقبل. ما قدمه الفنانون المشاركون في المعرض، أعطى صورة متميزة لما تحظى به الحركة التشكيلية الكويتية من تنوع في استلهام الرؤى والمضامين، لنشاهد أعمالاً تتواصل مع التراث والبيئة والواقع، فيما نشاهد أعمالاً أخرى ذات مدلولات تجريدية وسريالية ورمزية، بالإضافة إلى الأساليب الانطباعية والتأثيرية، وغيرها.إلى جانب التنوع في استخدام الألوان بخاماتها وتدرجاتها، هذا التكنيك اللوني بدا متفاعلاً في أكثر من اتجاه مع ما تتضمنه المواضيع من عناصر تشكيلية مفعمة بالحركة والحيوية، ومتحاورا مع الأفكار التي يود الفنانون طرحها على المتلقين.في تعريفها بالمعرض قالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: مهرجان القرين الثقافي تجسيد لإيمان الدولة- متمثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- بأن تظل راعية الثقافة وحرية التعبير عنها، وتنميتها بمعناها الأشمل، وإحدى أهم سمات دولة الكويت، فهو الحدث الثقافي الأهم الحافل - عبر مسيرته - بتلك المنظومة المتنوعة الراقية المتناغمة مع الجمال".واضافت: يعتبر المعرض التشكيلي الشامل للفنانين الكويتيين، أحد الفعاليات الأساسية والمميزة للمهرجان، لكونه يضم أكبر عدد من فناني الكويت بمختلف أجيالهم، ولقدرته على استيعاب العديد من الرؤى والتجارب الإبداعية المتنوعة في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة.اتسمت الأعمال التي قدمها إبراهيم إسماعيل بالحضور الفني الجذاب من خلال الاحتفاء بالألوان، بينما رصدت ريشة الدكتور خليفة الهاجري رؤى فنية حالمة تتحدث عن الروائي الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، وامتازت أعمال سليمان حيدر بالرؤى الرمزية التي تحكي تاريخ الكويت القديم، فيما تواصلت جنان خسروه مع الرمز بقدر من الحضور الذهني.واستخلص عبد الرضا باقر مواضيع لوحاته من الألوان وتدرجاتها خصوصاً القاني منها، كما أن عادل المشعل قد احتفى بالرمز في أجمل تجلياته، وتفاعل محمد الشيباني في أعماله مع مدلولات تشكيلية تحتفي بالجمال، وفي سياق الإيحاءات الإنسانية جاءت أعمال يعقوب يوسف إبراهيم، كما تعد منحوتة عباس غلوم مالك معبرة عن هموم إنسانية متداخلة.وبرزت الجوانب الجمالية في أعمال ثريا البقصمي، ومن ثم رصد وليد الناشي قديم الكويت من خلال السفن الراسيات، وفي أنماط سوريالية عبرت لوحة عبدالله الجيران عن حلم السفر، وعبر مفاهيم فلسفية جاءت أعمال حمود المقاطع، وفي أفكار جابر أحمد تتوالد الرؤى الرمزية في أنساق فنية متنوعة، بينما تضمنت أعمال فواز الدويش استلهام حسي للخيال.وعبر فضاء متسع من الخيال عبر قاسم ياسين في رؤيته التجريدية عن مفاهيم إنسانية عدة، كما أن سوريالية أحمد القصار بدت متفاعلة مع الخيال البعيد، واستطاعت نورة العبدالهادي أن تعبر عن مضامين تتعلق بالواقع والخيال معاً.هكذا عبر المعرض عن الكثير من المضامين الفنية، التي اتسمت بالتنوع والحضور، وتنافست فيما بينها في إبراز جوانب تتعلق بكل نواحي الحياة.رؤى وتجارب اكد بدر الدويش إن معرض القرين التشكيلي يستوعب الكثير من الرؤى والتجارب الابداعية المتنوعة للفنانين الكويتيين في الفنون التشكيلية المختلفة.لافتا الى أن المجلس يحرص على دعم المواهب المبدعة من التشكيليين الكويتيين ورعايتهم وترشيح أعمالهم للمهرجانات الفنية الخارجية. وأضاف أن المعرض يشارك فيه 56 فنانا وفنانة من أبناء الكويت معربا عن الامل بأن يحقق النجاحات المرجوة وأن يحوز على اقبال واسع وتقدير من المحبين للفن،وأنه تم تشكيل لجنة من رواد الحركة التشكيلية والفنانين لاختيار الاعمال العشر الفائزة بجائزة (عيسى صفر) الابداعية.من جهتها أشادت رئيسة الحملة الوطنية "أنت تستحق التكريم" الشيخة انتصار الصباح بدور المجلس الوطني في رعاية ودعم الموهوبين في مختلف التخصصات الأدبية والفنية ،واتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم الفنية على الجمهور المتذوق للفن بمختلف فروعه واتجاهاته.وقالت: إن معرض القرين التشكيلي يحظى باهتمام بالغ سواء من الجهة المنظمة أو من ابناء الكويت من الفنانين الذين يستحقون التكريم لما يقدمونه من عطاءات في رفد الحركة الفنية التشكيلية بأعمال من شأنها أن ترفع اسم الكويت عاليا. قال الفنان سامي محمد : هناك قفزة في الاعمال التي يحتويها المعرض وصلت الى مستوى راق ، مشيدا باهتمام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأبناء الكويت من الفنانين الشباب ومنحهم الفرصة لعرض اعمالهم.وذكر أن هناك اعمال نحت على مستوى عال من الحرفية ،إضافة إلى أعمال الخزف التي تؤكد على تطور أداء الفنانين وتنبئ بمستقبل طيب لهم. قالت عضو لجنة التحكيم لاختيار الاعمال العشر الفائزة التشكيلية شيخة سنان : تم تشكيل لجنة تحكيم من افضل الاسماء ،مشيرة إلى أنها درست الاعمال الفنية المشاركة واختارت الاعمال الفائزة اعتمادا على المعايير التي وضعت بعناية ودقة.وأضافت أن المعرض يشكل واجهة الحركة التشكيلية في الكويت ،لذا لابد ان يكون على مستوى متقدم، لافتة إلى أنه تم رفض بعض الاعمال لانها كانت دون المستوى المطلوب طبقا للاعتبارات التي ارتأتها اللجنة. قال الفنان التشكيلي ابراهيم اسماعيل : المعرض يضم عددا من اللوحات بأساليب مختلفة ومتنوعة ما يشجع المتابعين للمعارض التشكيلية على الاطلاع على النتاجات الجديدة لأبناء الكويت من الفنانين المبدعين.وأشار الى أن المعرض يشهد تطورا عاما بعد عام ،ومن الملاحظ في معرض هذا العام أن غالبية المشاركين من النساء وهو أمر يبعث على الفخر والاعتزاز بالمرأة الكويتية.بدوره أكد عضو أكاديمية الخزف الدولية في سويسرا وأحد المشاركين في المعرض سعد حمدان بأنه يشارك بعمل "البريق المعدني الشرفي" الذي ظهر في مصر لأول مرة في عصر الدولة الفاطمية.ولفت الى أن هذا الفن يكاد يكون قد تلاشى، الا انه استطاع الوصول الى الخلطة الاصلية للبريق المعدني المصري ،موضحا أنها ليست المرة الاولى التي يشارك بها في المعارض التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.