الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المجتمع والذباب الإلكتروني
play icon
كل الآراء

المجتمع والذباب الإلكتروني

Time
الأحد 19 نوفمبر 2023
View
153
sulieman

انتقلت الصراعات والحروب في عالمنا المعاصر من ساحات المعارك الحقيقية إلى الفضاء الافتراضي، واختلفت أسلحتها، والتي تندرج ضمنها ما يُعرَف بـ"الذباب الالكتروني" (Electronic Flies)، أو اللجان الالكترونيّة، وهو المصطلح الذي شاع تداوله في في ظل التغييرات، وتأجج العديد من النزاعات في مناطق مختلفة من العالم، في السنوات الأخيرة.
الذباب الالكتروني (Electronic Flies) عبارة عن حسابات افتراضية على وسائط التواصل الاجتماعي "Twitter"، و"Facebook"، و"Instagram"، يتم تشغيلها بواسطة برامج متخصصة، أو من مجموعة مديرين، وتعمل على تكثيف نشر منشورات معينة، أو تغريدات، وبأعداد هائلة، التي تتضمن معلومات غير كاملة أو كاذبة.
ما يؤدي في نهاية المطاف إلى صعوبة الوصول إلى المنشورات الحقيقية، بهدف تزييف الحقائق، وتضليل الرأي العام، وذلك خدمة لمصالح بعض الدول، أو الكيانات، أو الأشخاص.
الذباب الالكتروني من أخطر آفات العالم الافتراضي، فهي حسابات وهمية، وكتائب الكترونية، يدريها مرتزقة لا ينتمون لهذا الوطن، ويسعون الى الخراب والفتنة في ارجاء البلد، يخلقون حالة عدم استقرار، وينشرون شائعات واكاذيب وافتراءات لخدمة أهدافهم، الخبيثة والمسمومة.
واللافت اتساع هذه الآفة، لتكاد تكون حرباً منظمة يقودها جنود مجهولون خلف الشاشات الإلكترونية؛ لاستغلال أي حدث، أو أزمة لبث السموم بهدف تعكير الحياة العامة، وخلق حالة عدم رضا في المجتمع.
ووسائلهم من أجل تحقيق هذا كثيرة ما بين فبركة الأخبار ونشر الشائعات، وتزييف الحقائق، واجتزاء التصريحات، وكذلك انتهاك للخصوصية، وإلقاء التهم جزافا وفبركة الأخبار وتلفيقها، ونشر الصور والفيديوهات المسيئة بهدف التشهير، أو تصفية الحسابات، أو الابتزاز بكل صوره، وكل هذا بهدف ضرب القيم المجتمعية والثوابت الوطنية.
لذلك تكون البيئة خصبة والابواب مفتوحة امام هذا الذباب، يصول ويجول في عالم افتراضي لا يحكمه ضابط او رابط.
"الذباب الالكتروني يتغذى على فضلات العالم الافتراضي"، هنالك الكثير من الحسابات الوهمية التي يديرها من يعيثون في الأرض فسادا، لتتحول الصراعات من استخدام الأسلحة الحربية بكل إمكاناتها، الى حرب الكترونية تتكون من ذباب الكتروني، يرتدي زي الجنود المجهولين التي تلاحق المستخدمين، وتحاول السيطرة عليهم عبر الاغراء المالي، أو إقناعهم بأيديولوجية متطرفة، يروج لها بعض المدعين والمتاجرين بالدين، من خلف الشاشات الإلكترونية.
إذا كيف يمكننا الحد من هذه الظاهرة بشكل فعال؟
يجب أن يكون هناك جهد تعاوني وتكاتف بين شركات التواصل الاجتماعي والباحثين المتخصصين في مجال التكنولوجيا، والأمن السيبراني، وصناع القرار، والمنظمات التي تسن القوانين للحد من تأثيرها، وسن قوانين لتجريمها وارفاقها كمنهج دراسي بوزارة التربية، بكل المراحل بمادة الحاسب الالي.
وتطوير نظم قادرة على الكشف عنها، مع توعية للمستخدم العام بالمجتمع عن هذه الأخطار، وعدم التفاعل معها، وكيفية التمييز بين محتوى نشر عن طريق حساب وهمي من غيره.

لواء مهندس، المدير العام السابق لنظم المعلومات بوزارة الداخلية

لواء م. طارق الدوسري

آخر الأخبار