المراجع الخفي!

طلال السعيد

يقولون إن العمل سوف يبدأ بـ"المراجع الخفي" على أساس ان "المراجع الخفي" ظاهرة حضارية تجعل موظفي الحكومة يخافون، او يستحون على الاقل، وينجزون معاملات الناس بما يرضي الله سبحانه، او قل يؤدون واجبهم الوظيفي بالشكل الصحيح!
نقول لصاحب الاقتراح ‏باختصار شديد لا داعي للمراجع الخفي، فقط افتحوا ابوابكم واستمعوا الى شكاوى المراجعين فينتهي هذا الروتين القاتل، وهذا الاستهتار، وعدم الالتزام بالدوام، والمكاتب الخالية التي يغادرها اهلها بعد البصمة مباشرة الى مكان آخر. والذي يجب ان يعرفه الجميع أن المشكلة الحقيقية بالمسؤول قبل الموظف، فالمسؤول غالبا غير ملتزم الدوام، وان حضر اغلق عليه باب مكتبه، فاما باجتماع، او خارج نطاق التغطية، فماذا يفعل المراجع الخفي بكل هؤلاء؟
المشكلة في النظام الحكومي بشكل كامل الذي يحتاج الى انتفاضة تعيد له الحياة، والاهم ان يؤمن الموظف والمسؤول انه وضع في هذا المكان لخدمة المواطن، وان تقييمه يتم على اساس تعامله المباشر مع المراجعين، اما حين يكتب في الخارج "مركز خدمة المواطن"، واخر شيء يفعله المركز هو خدمة المواطن، فهذا موطن الداء، ورأس البلاء!
الان هناك اعذار جديدة لن يستطيع "المراجع الخفي" معالجتها مثل "السيستم عطلان"، او امين الصندوق لديه اذن، او دوام العصر كاملا لا يداوم الا موظف واحد فقط، مثل مرور الجهرا، فماذا سوف يفعل "المراجع الخفي" مع كل هذا التراث "الحلمنتيشي" الذي جاء به المستشارون الوافدون معهم من بلدهم، وجعلوه جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؟ المسألة تحتاج الى قرار سياسي من اعلى جهة يطبق بقوة وحزم، او سيروا عكس توجيهات مستشاريكم الوافدين اذا اردتم الفلاح... زين.