

المشاريع الصغيرة… إحباطٌ مستمر رغم وعود الحكومة البرَّاقة
مبادرون عبَّروا لـ"السياسة" عن حالة من الإحباط واغتيال الطموح نتيجة البيروقراطية الحكومية


ناجح بلال
طالب أصحاب مشاريع متوسطة وصغيرة ضرورة القضاء على البيروقراطية الحكومية التي تسهم في قتل طموحهم نحو توسع أنشطتهم واعمالهم.
وقالوا في تحقيق لـ"السياسة" إن هدف المشاريع الصغيرة القضاء على البطالة المقنعة المتراكمة في القطاع الحكومي من خلال المبادرين الشباب في العمل في القطاع الخاص أو المشاريع الصغيرة، مشيرين الى انه رغم التصريحات البراقة من المسؤولين تظل معاناة الشباب جاثمة على مشاريعهم الصغيرة.. وفي التفاصيل:
- العبدالله: الميزات الحكومية للعاملين في القطاع الحكومي لا حصر لها
- المحمد: البلدية تمنع وقوف المطاعم المتنقلة أمام الجمعيات التعاونية
- العنزي: غياب حكومي عن دعم وحماية أصحاب المشاريع في الأسواق
- الصهيبي: مطلوب قاعدة بيانات خاصة بالمشروعات الصغيرة في الكويت
قال الشاب حمد العبدالله إن هناك أسبابا "تطفش" الشباب الكويتي من العمل في القطاع الخاص أو الاتجاه نحو تأسيس مشاريعهم واعمالهم أبرزها أن الحكومة لازالت تمنح مميزات لاحصر لها للعاملين في القطاع العام، فضلا عن أن إنشاء شركة للمشروعات الصغيرة يتطلب الكثير من الاموال في وقت قيمة القرض المخصص من الحكومة لايكفي.
وأشار إلى أهمية السماح بالجمع بين العمل في القطاع الحكومي وإنشاء شركات صغيرة وعندما تتوسع أعمال الشركة فبطبيعة الحال سيترك الشاب العمل الحكومي ليتفرغ للعمل الخاص به بشكل كامل موضحا بأن الشاب الكويتي عندما يجد المردود المادي للمشروع أفضل من الوظيفة الحكومية سيتجه الكثير من المواطنين نحو المشاريع الصغيرة.
من جانبه، اعتبر محمد العنزي أن الدولة لاتحمي أصحاب المشاريع والمبادرين خصوصا في أسواق الملابس التي يسيطر عليها حيتان، موضحا بأنه يدفع 650 دينارا شهريا لإيجار ركن في مركز تسويقي وراتب العامل لايقل عن 250 دينارا.
واشار الى أن ارباحه من هذه التجارة لاتتعدى 300 إلى 400 دينار شهريا بسبب حالة الركود التي تسود السوق لذا فهو يفكر في اقفال هذا المشروع والتوجه للعمل الحكومي، متسائلا لماذا لاتفتح الحكومة باب الزيارات والالتحاق بعائل مجددا حتى يساهم هذا الأمر في حركة البيع خصوصا أن تعداد الأسر الوافدة في الكويت يقل تدريجيا.
وأوضح العنزي أنه لازال يعاني من تداعيات أزمة كورونا بسبب حالة الركود التي اصابت البلاد وقتها حيث تراكمت عليه إلايجارات ورواتب العمالة مشيرا إلى أن الحكومة لم تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة إبان تلك الازمة ما أدى لافلاس الكثير ولهذا يتخوف الكثير من الشباب الكويتي من انشاء المشاريع الخاصة.
وبين أن معاناة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا رغم وجود قوانين يفترض أنها تصب لصالح الشباب الكويتي ولكنها لاتطبق على أرض الواقع مثلما غاب تطبيق فرض نسبة معينة لمشاريع الشباب في المحلات الاستثمارية للجمعيات التعاونية الاستهلاكية.
وذكر الشاب سعود المحمد عن معاناته في المشاريع الصغيرة، قائلا إنه صمم عربة كمطعم متنقل يبيع فيها الهامبرغر والعصائر أمام حديقة جمال عبد الناصر في منطقة الروضة ولكن هذا المشروع خاسر بصورة دائمة بسبب عدم حيوية المكان خصوصا أن البلدية تمنع وقوف المطاعم المتنقلة أمام الجمعيات التعاونية الاستهلاكية.وأوضح أنه يدفع 500 دينار شهريا رواتب عمالة وربحه من مطعمه المتنقل لايتجاوز 400 دينار ولكن لو تم السماح للمطاعم المتنقلة بالوقوف أمام الجمعيات التعاونية الاستهلاكية لزاد الربح لثلاثة أضعاف.
وذكر علي الصهيبي بأن مشاكل المشاريع الصغيرة لاتنتهي مطالبا بتشكيل لجنة محايدة ومستقلة للنظر في كافة الصعوبات والعراقيل التي يعاني منها الشباب الكويتي الذي تورط في المشاريع الصغيرة مطالبا السلطة التشريعية بالوقوف بجوارهم مطالبا بضرورة وجود قاعدة بيانات خاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح بأن المعضلة الاساسية التي تواجه الشباب الكويتي الراغب في المشاريع الصغيرة عدم توفر أراض صناعية من قبل الهيئة العامة للصناعة من المعوقات اكتظاظ السوق بسياسات من المنافسين من خلال تخفيض الاسعار بهدف إخراج المبادرين من السوق.
وأشار إلى أن هناك معوقات أخرى منها عدم السماح بتحويل عدد كاف من العمالة على المشروع حيث إن القوى العاملة تشترط عددا معينا، وصاحب المطعم على سبيل المثال يحتاج لعمالة أوسع لتوصيل الطلبات للمنازل.
ومن جانبه، طالب الشاب بوجنان الذي يمتلك مطعما متنقلا بضرورة اتجاه الشباب الكويتي نحو إنشاء المشاريع الصغيرة ولكنه شدد على ضرورة دراسة الجدوى والدعم المادي أولا حتى ينحج المشروع لافتا إلى أن مطعمه المتنقل حقق نجاحا تدريجيا مفيدا بأنه يبدأ العمل في الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء ولكن فترة الرواج لمطعمه تكون في عطلات نهاية الاسبوع.
بدورها، قالت حنان المتروك إن مايعيق مشروعات الشباب الصغيرة البيروقراطية التي تبعد الشباب الكويتي. لافتة إلى أنها افتتحت كافيه في مركز تجاري وتدفع رواتب لعاملين موضحة بأنها تأمل في توسعة نشاطها لفتح أكثر من كافيه في حال السماح لها بصرف مبالغ أكثر مفيدة بأنها ستغلق مشروعها بعد تسديد الاقساط في حال استمرار البيروقراطية العقيمة.
اما الشاب محمد دشتي فشدد على أهمية اصدار القرارات التي تمكن الشباب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من صرف العلاوة الاجتماعية للابناء. واكد دشتي الذي اختار العمل الحر وقام بتأسيس مكتب خاص للدعاية وإنتاج الأفلام الوثائقية بأن هناك معوقات أبرزها نسبة الاستقطاع للتأمينات عالية جدا ومبالغ فيها فضلا عن أن من يطلب مبالغ إضافية لتوسعة أعماله يطالب بدراسة جدوى وعندما يقدمها ويطلب 25 ألف دينار تتم الموافقة على 12 ألفا.
بدوره، قال الشاب هيثم الصاعد إن كافة العراقيل التي تواجه الشباب في المشاريع الصغيرة تحبط آمالهم، وبين بأن بند المناقصات في المشاريع الحكومية وفق تعديل القانون 74 لسنة 2019 والذي تم إقراره لمساندة المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الصعب أن يخدم مشاريع الشباب لأن المبادر يجهل حقوقه في هذا الجانب.
ولفت إلى أن القانون الذي يفرض على الجمعيات التعاونية الاستهلاكية تشجيع الشباب الكويتي من خلال منحهم نسبة من المحلات الاستثمارية لايزال حبرا على ورق.
من جانبه شدد الشاب الكويتي نائب رئيس اتحاد الاعلام الالكتروني عبدالله الغريب على ضرورة ادخال مشاريع الصحف والمواقع الالكترونية ضمن فئة المشاريع الصغيرة مع أهمية حصولهم على دعم العمالة كبقية العاملين في القطاع الخاص.
212 ترخيصاً تجارياً في ثمانية أشهر
وصل إجمالي التراخيص التجارية لشركات متناهية الصغر الصادرة من وزارة التجارة والصناعة منذ مطلع العام الجاري وحتى أغسطس الماضي 212 ترخيصا، و شهد شهر يناير 24 ترخيصا وفبراير 25 ومارس 19 وابريل 5 ومايو 18 ويونيو 32 ويوليو 33 وأغسطس 56.
أهم الصعوبات والتحديات أمام أصحاب المشاريع الصغيرة
● غياب قاعدة بيانات تضم كافة المشاريع المتعلقة بالمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر
● عدم دعم الحكومة لأصحاب المشاريع الصغيرة وقت الازمات كما حدث في "كورونا"
● عدم توفير أراض صناعية للشباب فضلا عن صعوبة توفير الايادي العاملة المحترفة