الجمعة 13 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

النصب والاحتيال في وسائل التواصل الاجتماعي

Time
الأحد 16 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
أحمد الدواس

في أحد الأيام غرر عربي بسيدة انكليزية على شبكة الانترنت ، واعتمد على معسول الكلام لتقع المسكينة في حبائله، فدفعت له مالاً كثيرا، وساعدته على الحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا ، فلما وصل الى مطار لندن توارى عن الأنظار، ولم يتصل بها، فصعقت المسكينة من هذه الخديعة والمكر وإظهار خلاف ما يُبــطن.صديق لي في صفحة "الفيسبوك" رقيق المشاعر طيب الأخلاق ، اتصل به عربي من دولة ملاصقة لفلسطين، فقال له: "أطلب منك طلب أخوي إنساني يتعلق بمساعدة مادية طال عمرك ، وإذا حضرتك تساعدني بارك الله فيك ويخليك ويديمك ويعزك"، ولما لم يتجاوب الصديق معه، قال له هذا العربي كلاماً وقحاً بذيئـاً يعف اللسان عن ذكره.
قصة أخرى حدثت لي شخصيا، ففي العادة أقرأ ليلا من منتصف الليل الى شروق الشمس، فوجدت المدعو عبد الكريم الزعروني يطلب صداقتي في "الفيسبوك" ويزعم أنه مدير بنك في أبو ظبي، قلت في نفسي: أهلا بإخواننا في الإمارات، قبلت طلبه، ولكن بعد يومين أرسل رسالة قال فيها ان شخصاً اسمه عمر بن الدواس، كان قد أودع عندهم وديعة مالية كبيرة، وأنه مات في زلزال في الصين، ولما علم أن إدارة البنك تريد تجديد الوديعة طرأت له فكرة الاستفادة من المبلغ في الأعمال الخيرية، ويطلب مني التعاون بصفتي المستفيد من هذا الصندوق كوريث لأن اسمه مشابها لاسمي، بحيث نتقاسم المبلغ "ففـتي ففــتي"، أي مناصفة، وأن لديه مهارة في الترتيبات البنكية، أما نصيبه من المال فسينفقه على مساعدة الفقراء.
هذا الشخص خاطبني الساعة 4 فجراً، أي الخامسة بتوقيت الإمارات، إن كان يخاطبني منها حـقاً، فتساءلت: هذا يقول انه مدير، فمتى يبدأ عمله؟!
دخلت على صفحة حسابه في "الفيسبوك " فوجدتها بيضاء، أي لا نشاط له، بل تاريخ إنشاء الحساب فقط، فتارة يذكر التاريخ في يناير 2018 على أنه من السعودية، وتارة أخرى يذكر في 7 فبراير 2015 أنه من مدينة ميونيخ في ألمانيا، بل يذكر أنه من إمارة ليشـتــنــشــتاين، وهو إقليم صغير جدا مستقل واقع بين النمسا وسويسرا، طوله نحو المسافة من أبراج الكويت الى السالمية ويبلغ عدد سكانه 38 الفا، أي أن صاحبنا سويسري نمساوي، ألغيت اسمه فوراً، فهذا محتال.
أما الصورة البارزة والتقليدية منذ سنوات فتتمثل برسائل النصب التي يرسلها أفـارقة، لاسيما من نيجيريا، ومازالوا يمارسونها بالانترنت، إذ يزعم أحدهم ان لديه مشروعاً، وان فرص المشروع تدر أرباحاً مؤكدة، وأنه سيدفع لك مبلغاً ضخماً كربح، بل بعضهم غبي جداً أرسل رسالة يقول فيها انه سيدفع لي 500 مليون دولار، ياهذا اضحك عليّ وقل 5 آلاف دولار أو 20 مثلاً.
دخلت في دائرة النصب امرأة عربية ذكرت هي جنسيتها فقالت: أنا ملك الشايب سيدة أعمال، كنت مسيحية متزوجة من رجل أعمال ولكن توفي، اعتنقت الإسلام فواجهت الكثير من المشكلات، رحلت لأميركا وطلبت اللجوء السياسي، مقيمة بمعسكر في ميامي، أتمنى ان يكون بيننا تعاون، أنا أبحث عن شريك لمساعدتي في مشروعات عقارية وفنادق في الشرق الأوسط برأس مال 11 مليون دولار، أرغب في التعرف عليك لأشرح لك الموضوع، وأنا بانتظار بياناتك الشخصية للتعارف وإرسلها على بريدي، ألغيت رسالتها فوراً فهذا نصب واحتيال.
في موقع "الفيسبوك" أخذ كثير من الأشخاص الأجانب يدخلون الموقع العربي يطلبون الصداقة، كطلب بعض الأميركان الصداقة وأنا لا ألتفت الى طلبهم، وأتعجب منهم، كيف يتفاهمون معنا وهم لاينطقون اللغة العربية، واسمه ستيف جورج هاملتون، أو ماريا روبرت؟
قلت لإحدى الأميركيات: أنا رجل كبير السن عمري 67 وأنتِ 26 سنة، أنا ما أنفع لك، وأنا كاتب بصحيفة، وبعد هذه الكلمات توقعت أنها ستقطع الاتصال، قالت بالانكليزية: "من دواعي سروري أن أتعرف عليك"! قلت في نفسي: والله الأميركان طيبين، أنا كبير بالسن وهذي تطلب الصداقة، ما هذه الأخلاق؟! ولما سكت عنها نحو 5 أيام أو أسبوعاً، أرسلت لي تقول: "عندي مشروع ..."، فألغيتها اسمها فوراً، وقلت: توبة لن أكترث أبداً لأي إنسان له هذا الأسلوب!
آخر الأخبار