السبت 27 يوليو 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الهيئة العامة للاحتياطي الفكري
play icon
كل الآراء

الهيئة العامة للاحتياطي الفكري

Time
الأربعاء 06 سبتمبر 2023
View
64
د.سعد عبدالله الجدعان

ثمار الفكر

لا أستنكف وأكرر ما كان سارتر يقوله دائما من التنبيه على أهمية الثقافة، إذ كان يقول، إننا إذا خسرنا كل شيء، ولم يتبق لنا سوى الثقافة، فإن هذا يكفينا.
ونحن بدورنا ننبه على مدى أهمية وضع ستراتيجية تطوير الحالة الثقافية والفكرية في البلاد، وأن تكون الكويت عاصمة للثقافة كما كانت عليه الحال من قبل.
وإذا كنا نمتلك هيئات كثيرة، فإنه لن يضيرنا أن نؤسس الهيئة العامة للاحتياطي الفكري، كي تتعامل هذه الهيئة مع جميع الهيئات التي تشكل مؤسسات الدولة، وتصب في هذه الهيئة بكل ما لديها من أفكار، حتى يكون لدينا مجمع علمي نسعى من خلاله إلى التعرف على أنفسنا، ونقل الفكر العالمي، والتعرف على الإنتاج الفكري لحظة بلحظة، وتصبح الثقافة لدينا مادة اقتصادية، وتكون الهيئة العامة للاحتياطي الفكري هي القلب النابض للبلاد تضع جميع هيئات الدولة أفكارها لتكون رهنا لهذه الهيئة.
ويضع كل طالب علم، جهوده بها، ويدرج بها أسماء جميع الطلاب المبتعثين، والذين يكونون مجبرين على تسليم حصادهم العلمي إلى هذه الهيئة، وتقوم على هذه الهيئة كوادر ثقافية مدربة، تستطيع أن تقود قطار الكويت الفكري.
وكما أن هذه الهيئة تتجمع فيها كل الأفكار فإنها ستكون قادرة على أن تمد هيئات الدولة بالكوادر وإعطاء التوصيات، حول الكوادر التي تستطيع أن تخدم البلاد، لتكون القلب النابض الفكري للكويت، يغذي شرايين الكويت بكل ما هو متاح في عالم الفكر، وتنتهي إليه المنتجات الثقافية في العالم أجمع.
إن انطلاق دولة مثل بريطانيا كان على أساس مقولة "المعرفة قوة" (Knowledge is Powerful)، اذ لا توجد قوة تضاهي قوة المعرفة، والذي لا يملك المعرفة، فسيحل مكانها الجهل، الذي هو من أكبر الآفات المدمرة للإنسان، لأن المرء عدو ما يجهل، فإذا ما كان الإنسان يجهل الفكر فسوف يكون عدوا له، وإذا ما كان يكره النهوض، فسيظل يحدثك عن الراحة والكسل والدعة.
كلنا يعلم تمام العلم النقص الحاد في الكوادر الفنية والعلمية في معظم المجالات، إن لم يكن في كل المجالات، اقتصادية كانت أو اجتماعية، تعليمية، أم قانونية، علمية، كانت أم أدبية، زراعية أو صناعية، السبب الوحيد أنه ليس لدينا احتياطي فكري، يمكن الاعتماد عليه وقت الحاجة، من الاختبارات القريبة التي مررنا بها.
لا يستطيع أحد أن يقدم التضحية والإخلاص والجهد للكويت، إلا أبناء الكويت، إنه لن يبنيها إلا أبناء الكويت، لأن الأوطان لا تبنى بالوكالة، لقد وضعت أزمة "كورونا" المؤسسات التعليمية على المحك، ولأن الأمر أيضا ينقصه الاحتياطي الفكري، فقد وقفت الوزارة عاجزة طوال اشهر عدة أن تقدم حلولا تتعلق بالتحصيل العلمي، ولن تستطيع إلا إذا كان هناك احتياطي فكري تعتمد عليه الكوادر التي تخطط من أجل مصلحة البلد، ونهضة أبنائها.
إنها مسألة الاحتياطي الفكري الذي يساعدنا في البحث عن الستراتيجيات، ووضعها، والسعي لتنفيذها، ومعالجة المثالب التي تظهر أمام هذه الستراتيجيات، إن الحلول تبدأ من الفكر وتنتهي بخدمة قامة البلاد وقامتها.

كاتب كويتي
متخصص في القانون الدولي

د.سعد عبدالله الجدعان

[email protected]

آخر الأخبار