نافع حوري الظفيريكذب من يقول لنا إن في الكويت سياحة، قد نكون الدولة الأخيرة التي تهتم بالمجال السياحي، لا يختلف اثنان أننا دولة مغلقة ولا يوجد لدينا أي من مقومات السياحة، رغم ما تملكه الكويت من شواطئ وجزر لو كانت عند غيرنا لعمل منها المستحيل. لا نجد معلما سياحيا واحدا يجذب لنا من يتعنى لزيارة الكويت، نهتم بالجواخير والشاليهات والمزارع والمخيمات الربيعية" المؤقتة " لكي نتنفس ولكن نتيجتها واحدة وهي أماكن خاصة للعائلات والأسر الكويتية وبعضها يستغل لأمور خارجة عن القانون.نحن من أول الدول أنشأنا شركة للمشروعات السياحية ونحتفل معهم بافتتاح شاطئ به كراسي بلاستيك بيضاء من سوق الجمعة وشمسيات لتحمينا من أشعة الشمس . نبحث عن العطل والإجازات الرسمية لكي نركب الطائرة لأقرب دولة وعليكم الرجوع لإحصاءات الطيران المدني لمعرفة الكم الهائل للمغادرين في نهاية الأسبوع."المشروعات السياحية" رغم أنها شركة حكومية خالصة لديها جيش عرمرم من الموظفين يستلمون رواتبهم نهاية كل شهر،و منتزه الخيران مغلق والمدينة الترفيهية مغلقة، الفنادق أسعارها خيالية ولا توجد إغراءات للمكوث ليلة أو ليلتين. دول الجوار اهتمت اهتماماً كبيراً بالمجال السياحي ونسوا المصدر الرئيسي للدخل وهو البترول، ونحن لا نزال نتهاوش بالبرلمان، فتحوا السياحة واهتموا بها اهتماماً كبيراً سواء السياحة الدينية أو الترفيهية اهتموا بالفنادق وشركات طيرانهم وشغلوا مواطنيهم بتلك الأنشطة التي تدخل لهم ملايين الدولارات من العملة الصعبة، ونحن نخرجها من الكويت.هل تحطيم السياحة بالكويت متعمد أو مالنا خلق لأحد؟ نحفر ونستخرج النفط ونصدر ونصرف عليها الرواتب وغيرها ونقول " الله لا يغير علينا " نهتم بالاستثمارات الخارجية وهي سياسة محمودة للمدى البعيد وننسى أن نستثمر بالكويت.نحن الجيل الماضي عملنا واشتغلنا وضمنا حياتنا، ولكن، ماذا عن الأجيال المقبلة لعشر وعشرات السنين القادمة، آلاف تتخرج من الجامعات سنوياً داخل وخارج الكويت ولكننا نجد أن ضابط الشرطة والدكتور بالصحة هما الوحيدان اللذان يضمنان وظيفتيهما. الكويت لا يختلف عليها اثنان بسخائها لأبنائها، فلا يوجد قانون بالعالم يدعم العاملين بالقطاع الخاص كما يوجد بالكويت، وكأن الدولة تقول لهم روحوا اشتغلوا بأي عمل وأنا أساعدكم لكي لا نزيد علينا الموظفين بالقطاع الحكومي. اعداد العاطلين عن العمل بازدياد كبير والقطاع الخاص مع قادم السنوات سوف يصل إلى حد لا يستطيع أن يستوعب تلك الأعداد الهائلة من الخريجين، هنا نرجع ونقول إن الاهتمام والاستثمار بالمجال السياحي داخل الكويت سوف يكون رافداً للدخل القومي وسوف يوجد آلاف الوظائف للشباب الكويتي.نحتاج إلى هيئة عامة للترفية يشترك فيها القطاع العام مع القطاع الخاص وتهيئة الأرضية الصحيحة بعيداً عن التشريعات المعقدة كما عملت بعض الدول المجاورة لنا ،أما إذا بقينا على شركة المشروعات السياحية سنبقى محلك سر. "رواندا" التي خرجت من أزمات طاحنة ليست بأحسن من الكويت المقتدرة مادياً ونحن إذا نستطيع أن نعمل المستحيل ولدينا من الشباب العقول الكويتية ما يجعل القطاع السياحي في الكويت" مفخرة ".اللهم اجعل الكويت دولة سياحية . محام وكاتب كويتي
[email protected]