الاثنين 23 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

اليهود في المملكة... التاريخ والثقافة

Time
السبت 12 ديسمبر 2020
View
5
السياسة
الرباط- وكالات: انطلق الاحتفال بعيد الحانوكا اليهودي هذا العام في العاشر من شهر ديسمبر الجاري ليستمر ثمانية أيام، متزامنا مع إعلان إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل ودول عربية جديدة للمرة الاولى منذ عام 1948.
وفي المملكة المغربية، كما في غيرها من الدول المغاربية، من ليبيا حتى موريتانيا، تعود جذور الطوائف اليهودية الأولى بشكل موثَّق نسبيا إلى العهد الروماني قبل نحو 2000 سنة، فيما ترجعها بعض المصادر إلى مئات السنين قبل الميلاد، خلال الحقبة الفينيقية، إلا أن القرائن عنها غير متوفرة، وكل ما توفر منها يقرب إلى الخرافات والأساطير. وعاش اليهود بشكل طبيعي في المنطقة، لا سيما في الأقاليم الداخلية والصحراوية، بعيدا عن السلطات المركزية الرومانية ثم البيزنطية في الشمال، كغيرهم من سكانها، آنذاك، المتنوعي الأًصول والجذور والذين غلبت عليهم تسمية "البربر".
ويشهد ابن خلدون وابن الكلبي على أن المسلمين الرواد في المنطقة المغاربية وجدوا تجمعات للديانة اليهودية، وعندما جاء الإسلام، أعاد تنظيم حياة الطائفة اليهودية وفقا لقواعد العيش التي أقرتها الديانة الجديدة، آنذاك، وتبين لاحقا أنها وفرت لليهود الإطار الذي يعتبره الكثير من الخبراء، بمن فيهم اليهود ذاتهم، الأرقى تاريخيا إلى غاية ذلك الوقت، والذي وفر لهم فرصة ازدهار غير مسبوق في العلوم والفنون والسياسة والاقتصاد وفن العيش، وحتى في الجوانب الدينية الروحية.
وعندما انهار حكم المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية، الأندلس، غادرت غالبية يهود اسبانيا إلى المنطقة المغاربية مع المسلمين ليستقروا فيها نهائيا، بما في ذلك مدن فاس ومكناس وسجلماسة وسلا والصويرة وغيرها من المدن والقرى المغربية. وكان عدد هؤلاء، اللاجئين والمهاجرين والمطرودين قسريا، كبيرا إلى حد أنهم فاقوا على الطوائف المغربية عددا، حتى أصبحت الديانة اليهودية، كما في الجزائر وتونس وليبيا، تطغى عليها الثقافة اليهودية الأندلسية، أو ما يُعرف في الغرب إلى اليوم ولدى اليهود بالثقافة الـ"السَّفاردية". في مختلف البلاطات المغربية، شغل الكثير من الأعيان اليهود وظائف الترجمة والديبلوماسية، وكانوا تجار سلاطين البلاد، وأيضا قادة سياسيين وعسكريين. خلال القرون التالية، عاش يهود المغرب في انسجام مع جميع المكونات لمختلف الممالك، حتى جاءت الحقبة الاستعمارية التي تسببت في اختلالات للعلاقات من حين لآخر، لأسباب عدة من بينها استقطاب المحتلين لبعض العناصر اليهودية وتوظيفها في صراعها ضد أهالي البلاد.
وإذا كانت العلاقات مع اليهود بقيت طبيعية نسبيا، رغم التوترات على خلفية الصراع الدائر في فلسطين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العلاقة مع الدولة العبرية كانت دائما من المحرمات.
وتلا إعلان ترامب التصريح بفتح المجال على مصراعيه للسفر بين البلدين، مما يرجح زيارات واسعة ليهود إسرائيل إلى موطنهم الأصلي المغرب، على الأقل من باب الحنين للماضي.
آخر الأخبار