الأحد 20 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

"اليوغا" رياضة الفكر والعقل

Time
الأحد 07 يوليو 2019
السياسة
د. معراج أحمد معراج الندوي

إن «اليوغا» في العصر الحاضر تتمتع بالشعبية في عدد من دول العالم. ومن المؤكد إن فائدة تمريناتها جعلت هيئة الأمم المتحدة تعترف بها كرياضة بدنية مهمة،وحددت يوم الحادي والعشرين من شهر يونيو كل عام يوما عالميا للاحتفال باليوغا.
وتهدف ممارسة «اليوغا» إلى تحقيق الوحدة بين العقل والجسم، وبين الفكر والعمل، كما أنها تدرب الجسم والعقل والروح والعاطفة والوجدان على التركيز والتأمل، وتحقيق التوازن بين الانضباط والإشباع، والانسجام بين الإنسان والطبيعة، فضلا عن أنها تعلم الإنسان الوعي الذاتي الحقيقي ماوراء الجسد والعقل.
فالعقل من نواح عدة مثل جسد الإنسان ينتقل من فكر إلى فكر ويتبع الأفكار والعواطف، فتعمل «اليوغا» في جسد الإنسان على مستوى الجسد والعقل والمشاعر والعاطفة، وقد أدى هذا الأمر إلى ظهور أربعة تصنيفات رئيسية لـ «اليوغا» وهي: «كارما يوغا» التي تعمل على الارتقاء بالنواحي البدنية، و»جانا يوغا» التي تعمل على الاتقاء بالجانب الذهني والعقلي، و»بهاكتي يوغا» التي تعمل على الارتقاء بجانب المشاعر، و»كاريا يوغا» التي تعمل في الأساس على الجوانب المتعلقة بالطاقة، وكل تدريب من تدريبات «اليوغا» التي يمارسها المرء يأتي في إطار مجموعة من هذه المجموعات الأربع.
وكل مجموعة من هذه المجموعات الأربع لها التدريبات والممارسات المميزة والمتفردة الخاصة بها، ولا يستطيع سوى مُعلم «اليوغا» فقط أن يُرشد المتدرب إلى أفضل تركيبة من التدريبات من بين تلك المجموعات الأربع التي يمكن ممارستها سويا حسب متطلبات كل حالة.
وتعتبر «اليوغا»مهمة في كل جوانب الحياة الجسدية والفكرية والعقلية والروحية والعاطفية، فهي من أفضل وأهم أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها لتحسين الصحة الجسدية والنفسية والعقلية ومنها عملية التنفس والعملية التركيز وعملية التأمل وسأتناول كل عملية على حدة على النحو التالي:
أولا، عملية التنفس: تحتل عملية التنفس مكانا بارزا في رياضة «اليوغا»، إذ تدخل الأنفاس في جسم الإنسان سواء كان في حالة اليقظة أو في النوم، وتدير عملية التنفس جميع النشاطات الحيوية في حياة الإنسان، فالإنسان يولد بالنفس الأول، ويموت بآخر نفس، وهذا يعني أن النفس هو أساس الحياة، ومن يسيطر على التنفس، فإنه يسيطر على الحياة وأنماطها، لذا تهدف بعض النظم في رياضة «اليوغا» إلى سيطرة على التنفس، وإذا كان التنفس ينشط الجسم المادي، فإن نوعا من تيار كهرباء لطيف ينشط الفكر والروح والعقل.
ثانيا،عملية التوازن:اليوغا علم يستهدف إعادة التوازن الكامل للإنسان في الجسد والروح والفكر والعقل. فممارسة «اليوغا» بشكل منتظم تساعد الإنسان على تحقيق التوازن العقلي والفكري والجسمي والروحي وتشتمل هذه الممارسة على نظام علمي قديم دونه العلماء الهنود عبر العصور والتاريخ، إذ تثير ممارسة في الإنسان القدرات الكامنة في كونه كإنسان يرتقي تدريجيا ليسمو فوق آلام الجسد والقلق والفراغ الروحي والعقلي.
ثالثا ،عملية التركيز:تمكن ممارسة اليوغا الإنسان أن يركز على نقطة معنية دون أن تشتت أفكاره مما يؤدي في مرحلة قادمة إلى تحرير الفكر من تأثيرات الجسم ، ثم تحرير الروح من تأثيرات الفكر، فهناك رغبات وشهوات تمنع الإنسان من التركيز على المبادئ السامية وتمنعه من التفوق على الجسد والأفكار تنشأ في ذهن الإنسان كنشأة الأمواج في البحر، فإذا زادت قوة الإنسان في التركيز فقدت الحواس الخمس والشهوات والرغبات سيطرتها عليه، وتحرر الفكر والرح من الجسد، فإذا مارس الإنسان التأمل والتدبر لوقت فإنه يشعر بنوع من البهجة والسرور والطمأنية.
رابعا، عملية التأمل: إن عملية التأمل لها أهمية كبير في رياضة «اليوغا»، ولا تعتمد عملية التأمل على الجسم والنفس والعقل، بل على الوجدان والعاطفة التي تقف وراءه وتتفتح أمامه آفاق الروح عندها تنتهي قدرات الجسم والنفس والعقل. وليست رياضة التأمل هو ممارسة اليوغا تستغرق ساعة أو ساعتين صباحا ومساء، بل أنها أسلوب حياة شامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين الجسم والروح، وبين الفكر والعقل وبين الوجدان والعاطفة.
«اليوغا» كذلك تسمح للفرد بالوصول إلى حالة التوازن الفعال للصحة والفكر وبعض تمريناتها وبخاصة «الهاتا يوغا» تعني التوازن بين الفكر والجسد، كما أنها توفر التوازن والتنسيق الكامل بين جميع قابليات الإنسان البدنية والعقلية والروحية.
إن الحقائق الروحية تفوق الحواس والنفس والعقل والمشاعر كلها، وتصل بالإنسان إلى المرحلة الأولى من مراحل التقدم الروحي والفكري والعقلي، واليوغا تجمع بين الأساليب البدنية والذهنية والفكرية والعقلية التي تهدف إلى تحقيق الوحدة بين العقل والجسم،والانسجام بين الإنسان والطبيعة.

آخر الأخبار