الْاِنْسِجَام الداخلي سرّ النجاح الحياتي

حوارات

يشير مصطلح «الانسجام الداخلي» في هذه المقالة الى توافق وتطابق الانسان داخليًّا، في أفكاره ومشاعره، وخارجيًّا في كلامه وتصرّفاته.
وهو يدل أيضًا على حالة نفسيّة وجسديّة متناغمة، وإيجابيّة، وتحفيزيّة تدفع المرء الى الاستمرار في تحقيق النجاحات الحياتيّة التي يعتقد أنه يستحقها.
ويؤدي الانسجام الداخلي الى تعزيز الثقة بالنفس، وتقدير الذّات، وسيسهّل اكتساب المهارات والتعلّم من التجارب الحياتية المختلفة.
ومن بعض أسباب ضعف الانسجام الداخلي، وبعض مبادئ وخطوات تقويته بهدف دفع مسيرة النجاح والتميّز الحياتي، نذكر ما يلي:
-أسباب ضعف الانسجام الداخلي: يمثل التردّد المرضي في اتخاذ القرارات الحياتية العادية بسبب التفكير الزائد عن الحد أبرز أسباب ضعف الانسجام، النفسيّ والفكريّ الداخلي.
وربما بسبب إصرار الانسان على مخالطة أفراد ضعفاء الشخصية، مع علمه المسبق بفشلهم الحياتيّ، وبسبب ضبابية الأولويات والأهداف الشخصية، وكذلك ضعف الإرادة في الخروج من دوامة التشاؤم، وضعف معرفة الفرد لنفسه.
وربما ايضا بسبب تأثّره السلبي الاختياري بالبيئة الفوضوية المحيطة به، وعدم حرصه على التخلّص من قيودها المفبركة، وأفكارها التشاؤمية، وسلوكياتها التحبيطية.
اذ لا يمكن للإنسان أن يحقق أي نوع من النجاح الحياتي بينما يستمر يستعير أفكاره، وانطباعاته، وافتراضاته من بيئة أو «ثقافة» فاشلة، أو ناس فاشلين.
-مبادئ وخطوات تقوية الانسجام الداخلي: أهم مبادئ تحقيق الانسجام الداخلي تتجسّد في معرفة الانسان لنفسه معرفة تامة، وسعيه المستمر الى التأكد من أولوياته وأهدافه الشخصية، وحرصه على عدم إيذاء الناس الآخرين أثناء سعيه الى تحقيق انسجامه الداخلي.
وعندما يبدأ يحرص المرء على أن يكون متطابقًا نفسيًّا، وفكريًّا وسلوكيًّا، سيحقّق الانسجام والتناغم الداخليّ، وكلما حرص على تنظيف عقله من رواسب الأفكار والانطباعات السلبية التي يُقحمها الآخرون في حياته، سيصل تدريجيًّا الى مرحلة الانسجام الذاتي الداخلي.
وحين يبدأ الفرد ينفض الغبار عن بوصلاته الفكرية والنفسية، ويعرف بدقة قِيَمَه ومبادئه، واعتقاداته الشخصية، فهو يسير على الطريق الصحيح لتحقيق التناغم التام بين أولوياته وبين أهدافه، وبين ما يمارسه على أرض الواقع، وستقوى تباعًا ثقته بنفسه عندما يحافظ على تواؤم نفسه داخليًّا وخارجيًّا.
كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي