الثلاثاء 12 أغسطس 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

انتخابات لبنان... هل يلتقط تيمور شعلة العلمانية؟

Time
الأحد 08 مايو 2022
السياسة
عدنان قاقون

قطار الانتخابات النيابية في لبنان الذي توقف يوم الجمعة الماضي في محطة اقتراع المغتربين يقترب من الوصول الى يوم الاستحقاق الكبير الاحد المقبل.
قبل الوصول الى يوم الاستحقاق في 15 مايو ثمة حقائق لم يحجبها غبار التجييش الطائفي والمناطقي في عموم الاراضي اللبنانية ومنها:
•اظهرت الفسيفاء السياسية المتنوعة ان مشهدا سياسيا جديدا اطل على المجتمع اللبناني رغم القانون المسخ للانتخابات، ولم تعد هالة البعض وجبروتهم رادعا امام الشباب الراغب في التغيير، الامر الذي يكرس واقعا سياسيا جديدا، عنوانه كسر المحرمات الوهمية. •ان مظاهر البذخ الانتخابي في مختلف المناطق اظهرت بما لا يدع مجالا للشك بان الدولة افلست والشعب افتقر بينما احزاب القوى السياسية هي من يملك زمام القرار المالي على الارض، ومن المفيد هنا التذكير بدراسة اصدرتها لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "اسكوا" ومفادها ان انقاذ لبنان ماليا رهن بالطبقة السياسية المالية الحاكمة، وانه لو تبرع اغنى 10 في المئة من أغنياء لبنان بـ 2 في المئة فقط من اموالهم لتم القضاء على ظاهرة الفقر في بلاد الارز. ولاحظ تقرير اسكوا ايضا ان اكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر وان 10 في المئة يسيطرون على خيرات البلد.
•اظهرت الخطابات الشعبوية التجييشية طائفيا ومناطقيا حجم الفجوة بين القوى السياسية التقليدية ومطالب الشباب، وتبين ان ارتفاع منسوب التجييش في اي اتجاه قابله اتساعا لفجوة التفاهم مع القوى الشبابية على الارض، وواضح ان القوى السياسية التقليدية لا تزال متمسكة بالمنهج نفسه رغم تغيير الفصول والمدارس، وتجاهلت هذه القوى عن جهل او غباء ان الاعلام الالكتروني في ايدي الشباب فيصل لتفنيد او تأكيد معلومة هنا او تسريبة هناك مهما تم تجيير الاعلام التقليدي في بلد المحسوبيات.
• في الشوط الاخير من السباق الانتخابي غابت مظاهر الفقر والالم عن المسرح الاجتماعي، لم يعد لازمة الوقود وطوابير الذل امام المحطات وجود.
الخبز يملأ الافران، وعادت الادوية الى الصيدليات والعلاج الانتخابي متوفر. وتماسكت منصة صرف الدولار بقدرة "المصلحة الانتخابية"،كما لم تعد الكهرباء اولوية.
كل ذلك ألا يوحي بان ثمة تفاهما قذرا بين اركان المنظومة الحاكمة على اذلال الناس ساعة يشاء القائمون عليها؟
اللبنانيون على موعد الاحد المقبل 15 مايو مع اول استحقاق انتخابي بعد ربيع على الطريقة اللبنانية، قد يكون التغيير دون مستوى الالم الذي ضرب زوايا كل بيت لبناني،ولكنه آت، والاحزاب الشمولية العقائدية ستهرب نحو الامام،نحو مزيد من الاغلاق،ما لم تفرض التفاهمات الاقليمية معادلة اخرى، وستتوحد قوى المنظومة مجددا تحت مسميات عدة، فيما شباب وطن الطوائف باعلام ينتظر من يحمل راية المواجهة، بيرق التغيير،وشعلة العلمانية.
ومجددا، واستنادا الى خصوصية "صيغة حكم" الطوائف الكبرى،وهامش حركة التغيير لدى "صيغة النظام" التي تشكلها الاقليات فان تيمور جنبلاط كان،وربما لا تزال،امامه فرصة ايقاد شعلة العلمانية متكئا على قوى شبابية عابرة للانغلاق الطائفي والمناطقي، فالكهول السياسية التي"تزين" لوائحه الانتخابية اضافة الى اقحامه في زواريب التقوقع الطائفي بزيارة مرجع روحي هنا وتجاهل متعمد لآخر هناك تضع الف علامة استفهام امام تمنيات التغيير وضروراتها!

محلل سياسي
@adnankakoun
[email protected]
آخر الأخبار