

انتشار السلوكيات والظواهر السلبية بين الأطفال والمراهقين
صراحة قلم
في تقرير لإدارة الخدمة النفسية والاجتماعية بوزارة التربية، قرعت من خلاله الجرس للتحذير من مغبة انتشار ظواهر سلبية، وانحرافات سلوكية بين طلاب المدارس، لم تكن موجودة من قبل.
فمع انتشار ظاهرة الغش، والغياب المتكرر، والهروب من الحصص، وعدم المشاركة في الفصل، انتشرت ظواهر خطيرة أخرى في صفوف الأطفال والمراهقين، في جميع المراحل الدراسية، كالاعتداءات اللفظية والبدنية على الطلاب والمعلمين، والتحرش، والتدخين، وتعاطي المسكرات والمخدرات، فضلا عن اضطراب في الهوية الجنسية.
سجل التقرير 30710 حالات سلوكية لطلاب، ذكور وإناث، في جميع مراحل التعليم، منها 14 ألف حالة في المرحلة الابتدائية، و9569 حالة في المرحلة المتوسطة، و7141 في المرحلة الثانوية.
هذه الحالات السلوكية تنوعت بين الاعتداءات اللفظية على الطلاب إذ بلغت 11442 حالة، غالبيتها حدثت في مدارس البنات، وبين اعتداءات بدنية على الطلاب بلغت 9590 حالة حدثت غالبيتها في مدارس المرحلة الابتدائية.
كما بلغت حالات التحرش والاعتداء 61 حالة حدثت في المرحلة الابتدائية، وبلغت مشكلة التدخين 1613 حالة حدثت الغالبية منها في المرحلة الثانوية.
كما ظهرت حالات تناول المسكرات والمخدرات في صفوف طلاب المرحلة الثانوية فتم تسجيل ست حالات منها خمس لفتيات، وحالة واحدة لطالب، أما ظاهرة السرقة فتم تسجيل 274 حالة، أعلاها في صفوف طلاب الابتدائي.
انتشار هذه الظواهر والسلوكيات السلبية، خطر محدق، يدق ناقوس خطر لن يكون تأثيره مقتصرا على جيلنا الحالي، بل سيمتد إلى الأجيال القادمة، كون هذه الظواهر تنتشر في صفوف الأطفال والمراهقين، الذين سيكونون آباء وأمهات الأجيال القادمة.
من أسباب انتشار هذه الظواهر والسلوكيات يرتكز على تربية الأسرة، فهي أساس المجتمع، وتعتمد تربية الأسرة على الأبوين، فإن صلحا صلح الأبناء، والعكس صحيح.
ونحن نعاني في وقتنا الحالي من إهمال الآباء تربية أبنائهم تربية صحيحة، ترتكز على القرآن، والسنة، وتعليمهم العادات والتقاليد الحميدة التي أقرها الإسلام، وتركهم للأسف يتأثرون بما يشاهدونه في قنوات التواصل الاجتماعي، حتى أن البعض منهم يشجع أبناءهم على تقليد مشاهير قنوات التواصل، من أجل كسب المزيد من المتابعين بهدف أن يصبحوا مشهورين.
للأسف أصبحت الغالبية العظمى، من الأطفال، يمتلكون هواتف نقالة، يشاهدون من خلالها ما يبث من سلوكيات وظواهر سلبية، ومشاهدات إباحية في قنوات التواصل الاجتماعي، من دون مراقبة من الوالدين، حتى تأثروا بهذه الظواهر، خصوصا أن ذويهم لم يربوهم على مخافة الله، والحياء، والعادات الحميدة، بل تركوهم فريسة للشيطان… نسأل الله السلامة.
al_sahafi1@
حمد سالم المري