انْفِصَامُ الشَّخْصِيّة الاخْتِيَارِي

د. خالد عايد الجنفاوي

على خلاف الفصام العقلي(شيزوفرينيا)، يشير انفصام الشخصية الاختياري إلى أي كلام أو سلوك طَوعيّ( بِلا قَهْرٍ) ينطق به، ويمارسه المرء بإرادته الحرّة، بسبب اختلال موازينه الأخلاقية، ولغلبة شهواته ونزعاته النرجسية على تفكيره العقلاني المفترض، ومن بعض علامات، وصفات، ودلائل إصابة أحدهم بانفصام الشخصية الاختياري، وبعض الميول البارزة في الشخصية الانفصامية ما يلي:
- يقوم المصاب بانفصام الشخصية الاختياري بمسح تغريداته العنترية السابقة، أو إزالة حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي بعد حصوله على منصب رفيع، بدلاً من احترامه لعقول متابعيه، ومصارحتهم بالأسباب الحقيقية التي دفعته الى ذلك، أو على الأقل مصارحة متابعيه بأنّ حساباته الشخصية على وسائل التواصل لا علاقة لها بوظيفته الحالية أو بمنصبه الجديد.
- أحد شعارات المصاب بانشطار الشخصية الاختياري هو التالي"إِنْتْ مَا فَهَمْتْنِي عَدِلْ، أَنَا كَان قَصْدِي غِير مَا كِنْتْ تِتْخَيَّل"!
- ليبرالي ومتفتح فكرياً ظاهرياً، ومتعصب، عرقيا وقبليا وطائفيا وفئويا داخلياً.
- ليس بالضرورة أن يرتبط قول المصاب بانفصام الشخصية الاختياري بفعله، فهو بالنسبة لنفسه حرٌّ في ما يقول ويفعل ما لم يضر ذلك بمصالحه الشخصية.
- يدعو منشطر الشخصية باختياره إلى التفتح العقلي، والتسامح، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية والتزام الحق وممارسة التعامل الانساني مع الآخرين في بداية عمره، وستنتكس عندما يكبر في العمر، كل شعاراته التحررية على عقبيها، وينتهي الأمر بالمضطرب فكرياً إنساناً مُهَلْهَلاً بالكاد يُصدّق ما يقوله.
- يدعو المُنفصم باختياره إلى الفضيلة ويمارس في الوقت نفسه أسوأ أنواع الرذائل، لا سيما عندما يكون مع نفسه، أو مع من هم أضعف منه، أو خارج مجتمعه، وبخاصة عندما يكون بعيداً عمن يعرفونه شخصياً.
- يكون المصاب بانفصام الشخصية الاختياري طيباً "ذرباً" ومحترماً جداً مع الغرباء والأجانب وغير أبناء وطنه، ويتكلم ويتعامل مع أبناء مجتمعه ووطنه بشكل استعلائي وفوقي ونرجسي مقيت.
- يكتب المصاب بإنشطار الشخصية مقالات"كشخة" تكاد تفيض بالرُّقِي الأخلاقي، بينما هو بالنسبة لمن يعرفونه في حياته الخاصة أسوأ أنواع البشر، وربما سيكون أيضاً كارثة أزلية بالنسبة لمن هم حوله.
- طوبى لمن صدق مع نفسه.

كاتب كويتي