اِجْتِرار عُقَد الطُّفُولَة

حوارات

تجادل جماعة من علماء النفس أنّ بعض الأشخاص البالغين يعيدون اِجْتِرَار عقدهم النفسية، التي عانوا منها في مرحلة الطفولة، ويميل هؤلاء الى إعادة خلق الظروف نفسها، والسيناريوهات النفسية السلبية، التي كانوا ضحايا لها من طفولتهم حتى بلوغهم.
وهو ما يسبب لهم كثيرًا من المشكلات والمعوّقات النفسية المتكررة، وبخاصة أثناء تعاملهم مع الآخرين.
ومن بعض أسباب وعلامات اجترار العقد النفسية لمرحلة الطفولة، وكيفية الشفاء من هذا النوع من الحالات، النفسية والفكرية، السلبية ومن تخريب الذات، نذكر ما يلي:
-أسباب وعلامات اِجْتِرَار البالغين للعُقَد النفسيّة لمرحلة الطفولة: أحد الأسباب الرئيسية لتعرّض بعض البالغين لعقد نفسية سلبية حصلت لهم في مرحلة الطفولة، يتمثل في تلقيهم تربية أسرية سيئة على أيدي والدين، جاهل أحدهما، أو كلاهما، وأحيانًا بسبب كون كلا الوالدين، أو أحدهما أشخاص مُتَعَسّفون، ما يتسبب في غرس عقد نفسية مدمرة في قلوب وعقول الأطفال، مثل تدنّي تقدير الذات، وفقدان الثقة بالنفس، والانطواء النفسي، وربما كره النفس بعد البلوغ.
ويجترّ بعض البالغين ما يشابه ظروفهم الوجدانية، وضعفهم النفسي الطفولي بزعم إيجاد حلول للمشكلات النفسية التي يعانون منها في الحاضر، وحيث يتعمّد بعضهم إعادة وضع أنفسهم في الظروف الحياتية نفسها التي أحاطت بهم في طفولتهم، مع شكّهم المسبق أنّ محاولاتهم اليائسة "للترقيع" ستبوء بالفشل.
ويميل بعض الأفراد البالغين، لا سيما عندما يقعون تحت ضغوط نفسية شديدة، الى تذكّر، وإعادة استعمال الحيل والمصدّات النفسية نفسها التي استعملوها عندما كانوا أطفالاً بهدف تهدئة أنفسهم، وهي مصدّات ضعيفة تفشل في تحقيق أي نتيجة إيجابية في مرحلة البلوغ.
-الشفاء من آثار العقد النفسية لمرحلة الطفولة: أول وأهم خطوة للشفاء من عقد مرحلة الطفولة في مرحلة البلوغ تتجسّد في الإدراك والايمان الكاملين أن الاجترار النفسي السلبي الذي ينغمس فيه البعض للتعويض عما يعانونه بعد بلوغهم العمري، لا يمكن أن يساهم في إيجاد الحلول الناجحة لمشكلات ولصعوبات الحاضر، وبمواجهة من تسبب في الأساس بتلك العقد، إذا كان حيًّا، وتأنيبه على ما تسبب به من جروح نفسية غائرة، فلعل وعسى.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawiد. خالد عايد الجنفاوي