اِسْتِعادَة احترام الذَّات

د. خالد عايد الجنفاوي

يفقد الكثير من الأشخاص احترامهم لذواتهم لأسباب محدّدة، ولكن ما هو مهم في هذا السياق الذاتي، هو كيفية استعادة الانسان احترامه لذاته، بعد أن وصل مرحلة يائسة ربما بدأ يعتقد فيها بأنه لا قيمة له، ولا يستحق احترام الآخرين، ولا يستأهل احترامه لذاته، ومن بعض أسباب فقدان احترام الذات، وكيفية استعادته ما يلي:
أسباب فقدان احترام الذات: يفقد الانسان احترامه لذاته بشكل تدريجي، إما بسبب نشأته في بيئة اسرية سيئة، أو بسبب فقدانه للثقة بنفسه لأسباب نفسية خاصة به، أو بسبب عدم قدرته على التعامل مع العالم الخارجي بشكل يحفظ له كرامته الإنسانية، وأحيانًا يفقد الشخص احترامه لذاته لأنه رضي وقَبِلَ على نفسه أن يجالس ويخالط، وبملأ ارادته، أشخاصًا يفتقدون الاحترام لذواتهم، بسبب أطباعهم أو لتطبّعهم السلبي، ويفقد المرء احترامه لنفسه حين يضعها في غير محلها، وبالأخص عندما يقبل على نفسه أن يكون تابعًا خاضعًا وخنوعًا ومستسلمًا لكل مستبد أو متعجرف أو متغطرس في حياته الخاصة، وفي الحياة العامة، وكذلك بسبب عدم سعيه لامتلاك حرية التفكير والاستقلالية في قراراته الشخصية، أو بسبب خوفه أن يبقى وحيدًا، مما يؤدي به الى التضحية طوعًا بكرامته وباحترامه لذاته بزعم الحفاظ على أقرباء أو أصدقاء وقحون ومستغلون، ولا سيما من يتجرؤون عليه بشكل شبه يومي، ويدوسون على عنقه مجازيًا وأحيانًا فعليًا، دون أن يُبدي صاحبنا ضعيف الشخصية باختياره أي نوع من المقاومة، ويفقد الفرد احترامه لذاته عندما يبدأ يعتقد أنّ رزقه معلّق بأيادي وبألسنة وبأمزجة بني البشر، ومرتبط برضاهم عنه أو بقبولهم له.
-اِسْتِعادَة احترام الذَّات: أولى خطوات استرجاع احترام الذات تتمثل في تحديد نقاط الضعف في الشخصية التي تؤدي الى فقد احترام الانسان لذاته، ومن ثم وضع خطوات إنقاذيه، واتخاذ قرارات شخصية حاسمة ترتكز على عدم الوقوع مرة أخرى في مستنقع فقدان احترام الذات ولو بشكل غير مباشر، وطرد كل كائن بشري سيئ من حياتنا الخاصة والعامة، ولاسيما من يتغذون ويتعيّشون على سلبنا احترامنا لذواتنا لأسباب نرجسية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi