الجمعة 06 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

باسمة حمادة "نفدت بجلدها" من "الجلادين"

Time
السبت 22 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:


قدمت فرقة "المسرح العربي" عرضا بعنوان "الجلادان"، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "الكويت المسرحي" بدورته التاسعة عشر، وقد أعاد هذا العمل الجيد مهندس الديكور والسينوغرافيا موسى آرتي إلى منصة الإخراج، بعد فترة ابتعاد ليست قصيرة، والعمل مأخوذ عن نص عالمي للإسباني فرناندو آرابال، وشارك في بطولته مجموعة من العناصر الشابة، منهم سليمان المرزوق، محمد ملك، وحسين أشكناني، إلى جانب الفنانة باسمة حمادة، التي قادت الفريق إلى بر الأمان، ومنحتهم ثقة ودعما يحتاجونه بشكل كبير، فكرة المسرحية لم تكن جديدة في مضمونها العام، خصوصا محور الاستبداد والظلم بمختلف أشكاله "السياسي، الاقتصادي والمجتمعي"، مما أوقع المخرج آرتي في تحد مهم، فقرأ النص جيدا وأجاد التعامل معه بطريقة محترفة، مكنته من تقديم رؤية إخراجية مستحقة نالت تصفيق جمهور مسرح الدسمة.
تدور الأحداث حول أم مشغولة بالحفلات والسهرات، تفرغت للبحث عن السعادة الوهمية البعيدة عن طبيعتها، فاستبدلت أمومتها بالبحث عن متعتها وملذاتها، متجاهلة طفليها وزوجها الذي يواجه صعوبات الحياة وظلم الآخرين له، لكن هذه الأم المستهترة دفعت ثمن ذلك.
في قراءة متأنية للنص نجد أن الكاتب الإسباني جعل من المرأة نموذجا للخراب، في حين أنها يجب أن تكون نموذجا للإعمار، لكن بفسادها تهاوت كل القيم وتعرى أمامها المجتمع المخملي، ربما من المهم أن نتوقف عند كلمة "جلاد"، فما هو المقصود من الكلمة؟ ومن هو الجلاد الحقيقي في النص الذي قصده المؤلف؟ هل هما الرجلان اللذان يمارسان القسوة وتعذيب الأب؟ أم هي الأم التي يرى ابنها أنها قديسة، وبدورها توحي للآخرين أنها مظلومة وبريئة؟ وأنها تعمل من أجل مصلحة ابنيها؟ أم هو أحد الشقيقين؟ الجلاد الظاهر للعيان هو ما يقدمه النص في حالة تعذيب الأب من قبل "جلادين"، يمارسان عليه أقسى أنواع العذاب، ولكن هناك جلاد آخر، نعتقد أنه الأم التي كانت وراء الوشاية التي أوصلت الأب إلى غرفة التعذيب، وكانت تتلذذ مع كل تأوه له أو صرخة من صرخاته. وماذا عن الشقيقين؟ هل هما مذنبان، أم أنهما ضحية؟ نعتقد أن الابنين هما ضحية الأم، فأحدهما جبان وغير قادر على التعبير، غير قادر على النطق الصحيح، والآخر معاق، لكنه يحاول أن يقف إلى جانب أبيه، ويوجه أصابع الاتهام لأمه، لكنه غير قادر على فعل شيء أيضا. المخرج آرتي لعب على محور السينوغرافيا ووظف الإضاءة توظيفا مدروسا بعناية، حيث نجح في إيجاد حالة من التناغم بين الإضاءة التي "هندسها" مع عناصر الديكور، كل من وليد سراب، عبدالله الخالدي وبدر الثويني، أما على صعيد التمثيل فلفت خالد الثويني الانتباه بأدائه.


فريق المسرحية

عرض "الجلادان" تقديم فرقة المسرح العربي، من تأليف فرناندو أرابال، إخراج موسى آرتي، ترجمة صدقي عبدالله حطاب، الإشراف العام أحمد الشطي، مساعد المخرج شيماء عماد، مشاركة في الصياغة الدكتورة نادية القناعي، مصممة أزياء رزان خليل، ماكياج منيرة الحساوي، مساعد تصميم أزياء فجر الفضلي، صوت وليد سراب، عبدالله الخالدي وبدر الثويني، إضاءة عبدالله النصار، مدير الإنتاج حسن القلاف، الإشراف اللغوي الدكتور أيمن الخشاب.
آخر الأخبار