الأحد 07 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

بعد الجليب... خيطان خارج سيادة الحكومة حضارياً

Time
الخميس 21 يوليو 2022
السياسة
الأمير: مُعاناة مستمرة نتيجة سكن العزاب وخوف على الأبناء من ظواهر عدة

أبو هاني: أسواق لتهريب مواد التموين المدعومة وبيع المواد الغذائية الفاسدة


تحقيق - ناجح بلال:

تنتشرُ العشوائيات في حواضر الكويت ومدنها كزحف الرمال على الواحات في أكثر المناطق تصحراً، وتفقد المدن تدريجياً جمالياتها وتحضرها وعصريتها نتيجة غياب التخطيط طويل الأجل والخدمات المناسبة والتوزيع العشوائي، فمناطق الكويت تسقط بعشوائياتها تتابعاً فبعد مشكلات جليب الشيوخ، تزحف مظاهر الترهل وغياب الخدمات والإهمال منطقة خيطان ما يوحي أن بعض المناطق ليست ضمن خريطة الكويت، ولا من ضمن اهتمامات الحكومة فجل ما يهمُّها هو مناطق إيواء وليس مدناً للعمالة، والخدمات فيها مهملة متروكة، والصرف الصحي على الطرقات العامة والحفر تملأ الشوارع وسكن العمالة السائبة ومخالفي الاقامات لا تناسب أبسط مقومات الحياة الادمية. وتصنف منطقة خيطان بالمكتظة سكانياً، تقطنها جنسيات متنوعة، وتميُّزها العشوائيات وسكن العزاب في السكن الخاص، تضم العديد من الانشطة التجارية الخارجة عن رقابة الدولة كالمطاعم غير المرخصة، واسواق غير نظامية لبيع مواد وسلع التموين المهرب، كل هذه الانتهاكات ادت الى تراجع مستوى الخدمات العامة وتململ مستمر ودائم من السكان وتراجع مستوى المعيشة الحضري في هذه المنطقة المهمة الواقعة على طريق المطار القبلة الاولى لزائري الكويت.
"السياسة" التفت في جولة في هذه المنطقة الحيوية مواطنين ووافدين لسماع آرائهم وشكاواهم ومطالبهم، إذ أجمعوا على أن المنطقة لا يمكن تصنيفها لدولة نفطية مرتفعة الدخل، بل للدول الأكثر فقراً في العالم، مطالبين بضرورة اغلاق المطاعم والمخابز غير المرخصة، وملاحقة العمالة السائبة المتسكعة والمنتشرة في شوارعها ليلا ونهاراً والاهتمام بشكبات الصرف الصحي وصيانة الاسفلت والشوارع والاهتمام بالمناطق الخضراء. وفي التفاصيل:

بداية، عبر المواطن ناصر الأمير عن معاناته بسبب سكن العزاب بجوار مسكنه في قطعة 10، الذين يتسكعون ليلاً ونهاراً، معرباً عن مخاوفه على أبنائه من تلك العمالة السائبة والتي بسببها قدمت شكاوى عديدة لمحافظة الفروانية ولمختار المنطقة إلا أنه لم يتخذ أي إجراءات جذرية، حيث يتم مداهمة بعض البيوت، وبعد فترة تعود الأمور لأوضاعها السابقة مجددا.
بدوره، اعتبر عنتر أبو هاني أن خيطان لم تعد من المناطق الجيدة كما هو الحال بالسابق، حيث تضم حاليا بعض الأسواق العشوائية التي تبيع مواد غذائية وخضراوات فاسدة، فضلا عن مواد التموين المدعومة كحليب الأطفال الذي يباع في العلن.
ومن جانبه، قال المواطن عادل ماضي: إن منطقة خيطان من أسوأ مناطق محافظة الفروانية وتنافس جليب الشيوخ في العشوائية والحياة غير الحضرية، فالاسفلت متكسر والحفر تملأ الشوارع، وميــــاه الصرف الصحي طافحة في مناطق عدة في الشوارع الداخلية.
وأشار ماضي إلى أن نواب الدائرة في مجلس الأمة وعدوهم مراراً خلال حملاتهم الانتخابية بحل كل مشاكل المنطقة، ولكنهم كالعادة لا يردون على هواتف الناخبين بعد جلوسهم على مقعد البرلمان، مضيفا بأن المنطقة تبدو وكأنها في أفقر دول العالم.
وأوضح ابوماضي أن حالة الازدحام في المنطقة غير مسبوقة بعد ان وصل عدد سكانها الى ما يقارب 200 الف نسمة، مطالباً بضرورة نقل العمالة العزابية لمناطق بعيدة عن مناطق الأسر الكويتية والوافدة.
من جهته، أشار صلاح بلال إلى أن منطقة خيطان أصبحت لا تطاق من جميع الجوانب، حيث يتزايد عدد السكان بصورة غير طبيعية ما أدى إلى ضغط وازدخام كبيرين على مستوى الخدمات، خصوصاً الطبية منها وتحديدا مستوصف المنطقة.
وقال: إن الأسواق العشوائية زادت وتوسعت وتباع فيها مواد غذائية مغشوشة ولا عزاء لصحة الانسان فضلاً عن أن الازعاج المستمر لباعة هذه الأسواق، مفيداً أن المجمعات التجارية التي زادت خلال السنوات الأخيرة في المنطقة زادت من الازدحام المروري.
ووصف بلال حالة خيطان قائلاً: "السرقة منتشرة بشكل غير اعتيادي وجرت أحياناً عمليات سطو مسلح على المارة في حين يمكن الحديث عن بيوت الدعارة بلا حرج، بينما يمكن تصنيف بيوت سكن العزاب بالمتهالكة غير الصالحة للحياة الادمية؛ إذ يسكن كل سبعة أفراد داخل غرفة لا تزيد مساحتها عن 12 متراً".
وأوضح بأن دخول صهاريج المياه بصورة دائمة سبب بتهالك الشوارع وأن المطاعم غير المرخصة تستخدم مواد غذائية منتهية الصلاحية، مؤكداً أن هذه المنطقة تعاني من قلة الاهتمام وخدماتها كافة بحاجة لصيانة.
وأشار إلى أن الفوضى والعشوائية حولت خيطان الى مأوى ومهرب لمخالفي الاقامات التي تحولت الى بؤرة يتواروا بها عن الانظار.

سكان خيطان من 38 ألف نسمة عام 1970 إلى 187 ألفاً في2021

حملت منطقة خيطان اسمها تيمناً بمنزل خيطان العتيبي، أول قاطني هذه المنطقة، وكان أول مختار لهذه المنطقة هو ناصر العصيمي حسب موسوعة "ويكيبيديا"، وتعتبر خامسة المناطق الكويتية من حيث الكثافة السكانية. وحسب إحصائيات هيئة المعلومات المدنية الأخيرة، فإنَّ عدد سكان خيطان ازداد من 38 ألف نسمة في عام 1970 إلى 45 ألفاً في إحصاء عام 1985 بزيادة نسبتها 18.7% بمعدل نمو سنوي مركب قدره 1.25 في المئة فقط، ليتجاوز عدد السكان 48 ألفاً في عام 1990.
وأوضحت الهيئة أن تعداد سكان المنطقة بلغ 187 ألف نسمة، منهم 12 ألفاً و697 كويتياً حتى منتصف العام الماضي.

قمامة وسلع


الخضراوات والفواكه الطازجة


آليات بلا أرقام تعريف ومحلات بلا ترخيص


ما تبقى من الأسفلت في الشوارع (تصوير- محمد مرسي وسامر شقير)

آخر الأخبار