محمد الفوزانبومبي "بالإيطالية: Pompeii" أو پُمْپِيِي هي مدينة رومانية كان يعيش فيها نحو عشرين ألف نسمة، واليوم لم يبق من المدينة إلا آثارها القديمة. تقع المدينة على سفح جبل بركان فيزوف الذي يرتفع 1200 متر عن سطح البحر، بالقرب من خليج نابولي في إيطاليا.وكانت عامرة أيام حكم الإمبراطور "نيرون"، وهي مازالت تخضع لعمليات ترميم لتكشف عن الكثير من الأسرار الإنسانية والمعمارية.أضحت هذه البلدة "بومبي" أحد المزارات السياحية، بعد أن ظلت في طي النسيان حتى القرن الثامن عشر عندما اكتشفت آثار "بومبي" وعثر على مناطق بها جثث متحجرة، وتم اكتشافها في إيطاليا عام 74 بعد الميلاد، وكانت إحدى المدن الحضارية القديمة قبل أن تهلك بالكامل هي ومدينة أخرى بالقرب منها تسمى "هيركولانيوم" بعد أن دمرها بركان فيزوف بطريقة غريبة.المتأمل في قصة هذه البلدة أنها تحمل عبراً كثيرة لمن يريد أن يعتبر، فقد كان لهذه البلدة حضارة مزدهرة وقطعا نقدية، وكانت تطل على جبل بركاني خامد، وكان معظم السكان من الأثرياء، حيث كانت شوارعها مرصوفة بالحجارة وبها حمامات عامة وشبكات مياه تصل إلى البيوت، كما كان بها ميناء بحري متطور ومسارح وأسواق، وآثارهم بالفنون من خلال النقوش ورسومات الجدران أظهرت ذلك.هذه المدينة اشتهرت باللواط "الشذوذ الجنسي" والزنا وحب الشهوات، وكان بها بيوت للدعارة في كل مكان، وتنتشر الغرف الصغيرة لممارسة الرذيلة، بل كانوا يمارسونها حتى مع الحيوانات، علانية أمام الأطفال وفي كل مكان ويستنكرون على من لايعجبه هذا الأمر أو يتبرّم منه، وفجأة انفجر عليهم البركان فأباد البلدة وأهلها بكاملها.يقول الباحثون، إن انفجار البركان عام 74م استمر نحو 19 ساعة أهلك المدينة عن بكرة أبيها، لقد ظلت مدينة بومبي مدفونة لمدة 1700 عام تحت كمية كبيرة من الرماد، قروناً طويلة حتى عثر عليها أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، واكتشف المدينة بعد أن غطتها البراكين وكل شيء بقي على حالته خلال تلك المدة بعد أن أصاب المدينة بكاملها العذاب وأهلكت تماماً.أثناء التنقيب تم الكشف عن الجثث على سطح الأرض، وكانت المفاجأة أنهم ظهروا على هيئاتهم وأشكالهم نفسها، بعد أن حلّ الغبار البركاني محل الخلايا الحية الرطبة لتظهر على شكل جثث إسمنتية، وأهلكهم الله سبحانه وتعالى على مثل ما هم عليه.ويرى أحد خبراء الآثار ويدعى "باولوا بيثرون" وعالم البراكين "جو سيفي" أن أهل القرية أحيطوا بموجة حارة من الرماد الملتهب تصل درجة حرارتها إلى 500 سيليزية، بصورة سريعة جداً، حيث غطت 7 أميال باتجاه الشاطئ، وتظهر الجثث على هيئاتها وقد تحجرت الأجساد كما هي، فظهر بعضها نائما وآخر جالس وآخرون يجلسون على شاطئ البحر وبكل الأوضاع بشحمهم ولحمهم.عندما انفجر البركان ارتفع الرماد إلى 9 أميال في السماء وخرج منه كمية كبيرة من الحمم والحميم، ويقول العلماء إن كمية الطاقة الناجمة عن انفجار البركان يفوق أكبر قنبلة نووية، ثم تساقط الرماد عليهم كالمطر ودفنهم تحت 75 قدماً.وبعد إجراء الكثير من الأبحاث على 80 جثة لأهل القرية وجد العلماء أنه لا توجد جثة واحدة يظهر عليها أي علامة للتأهب لحماية نفسها أو حتى الفرار، ولم يبد أحدهم أي ردة فعل ولو بسيطة، والأرجح أنهم ماتوا بسرعة شديدة من دون أي فرصة للتصرف، وكل هذا حدث في أقل من جزء من الثانية.لقد كان أهل "بومبي" يرسمون الصور الإباحية على جدران منازلهم أمام الأطفال والنساء والكبار، حتى إن الباحثين اليوم يعتبرون أن فن الخلاعة قد بدأ في هذه المدينة.والآن بعد أن أصبحت المدينة مزاراً سياحياً للسياح، بعض المناطق بها يحظر على الأطفال والأقل من 18 عاماً دخولها بسبب الرسومات الإباحية، وخاصة على بعض المباني والحمامات التي كانت تعرض المتعة لزبائنها.قال الله تعالى: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) سورة الأنبياء.( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ).إمام وخطيب
[email protected]