منوعات
"بني قريظة"... قضت على اليهود في المدينة
الأربعاء 13 مايو 2020
360
السياسة
غزوات الرسولإعداد – إيمان مهران:بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم. بعد انتهاء غزوة الخندق بفرار المشركين بسبب الرياح العاتية التي حاصرت واقتلعت خيام ومعسكرات قريش، وهروبهم إلى مكة، وفشلهم قبل ذلك في اختراق الخندق الذي حفره المسلمون وانتابهم اليأس في اجتيازه للهجوم على المدينة ، تمكنت قريش من التحالف مع قبائل بني قريظة التي كانت داخل المدينة ورغم وجود عهود ومواثيق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن لا يتدخلوا في حروب ولا قتال أمام المسلمين، لكن طمعهم في المزيد من الأراضي والممتلكات والغنائم جعلهم يوافقون على التحالف مع قريش ضد المسلمين.تقدم قائد كفار قريش حيي بن أخطب إلى قائد يهود بني قريظة كعب بن أسد لإقناعه بتعاونه معهم ومساعدتهم في الدخول إلى المدينة بعد ما فشلت قبائل قريش في الهجوم عليهم بسبب ذلك الخندق الذي حفره المسلمون، فكان نقضهم للعهد والمواثيق بين قبائل يهود بني قريظة والمسلمين مخالفة كبيرة لا يمكن السكوت عنها ولا يمكن غفرانها. علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه من الصحابة بأمر الخيانة العظمى ونقض عهد يهود بني قريظة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، ومحالفتهم مع كفار قريش حتى يستطيعوا من خلالهم الدخول إلى أراضي المدينة المنورة، وتساءل المسلمون، هل سيقوم الرسول برد كيدهم ويخرجهم من المدينة كما أخرج من قبل يهود بني قينقاع وبني النضير، بسبب نقضهم العهد أيضًا.وقبل أن يبدي الرسول رأيه كان قد جاء امر الله تعالى عن طريق جبريل عليه السلام الذي نزل إليه وقال : اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. فقال النبي: "فَأَيْنَ؟" فأشار جبريل إلى بني قريظة، وفي رواية أن جبريل قال: "فَإِنِّي سَائِرٌ أَمَامَكَ أُزَلْزِلُ بِهِمْ حُصُونَهُمْ، وَأَقْذِفُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ".سعد رسول الله بذلك وسارع بإبلاغ المسلمين بما أمر الله، فوقع ذلك في قلوبهم موضع الرضا ، فهذا ما كانوا يريدونه، وبخاصة بعد نقض بني قريظة العهد وتحالفهم مع كفار قريش ضد المسلمين، رغم أن رسول الله قد اتخذ عليهم عهدًا بعدم القتال والعيش بسلام على أرض واحدة.أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) الجيش بالاستعداد لغزو بني قريظة؛ تحسبًا من أي قتال أو وقوع معركة بينهم، واجتمع 3 آلاف مقاتل لملاقاة أعداء الله، وبالفعل استعد الجيش، وبدأ في تنفيذ خطة الحصار بقيادة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقبيلة بني قريظة، وظل هذه الحصار 25 يومًا، حولت حياة هذه القبيلة إلى ما يشبه الموت ، فقد توقفت الحركة فيها ، لا بيع ولا شراء ولا عمل بالتجارة ، كل شيء توقف بسبب ذلك الحصار حتى نفد الطعام ، وعندما أوشكوا على الهلاك أخبرهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بمتطلباته، وهي الخروج من المدينة وترك الأسلحة والغنائم والأموال وكل شيء لهم، على ألا يعودوا إليها مرة أخرى. ورغم أن هذه المطالب التي عرضها عليه رسول الله في بداية الحصار لكنهم رفضوا الاستجابة وركبهم العناد وعدم الخضوع لأوامر رسول الله ، لكنهم لم يجدوا حلا سوى الرضوخ فكان ذلك عقابًا لهم على عدم احترامهم العهود والمواثيق وغدرهم بالمسلمين رغم صبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عليهم كثيرًا، بالفعل اعلنوا استسلامهم ووافقوا على الرحيل تاركين جميع ممتلكاتهم خلفهم، ، فكان الخروج الذي بلا عودة.